الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ذهب لرجل فتبين أنه مشعوذ هل يلحقه الوعيد

السؤال

أنا أعاني من أرق شديد عند النوم وضعف عام في البدن وأوجاع متنقلة وتوهان مستمر مما حدا بي إلى التفكير بأن هناك سحراً وبدأت أرقي نفسي بنفسي وأبحث في الإنترت عن وصفات لإخراج السحر ومعالجين فوجدت بإحدى المواقع اسما لشيخ أحمد معالج بالقرآن والروحانيات وموجود رقم هاتف فقمت بالاتصال عليه ودون وعي مني سألني عن اسمي واسم أمي وزوجتي وأمها فأعطيته الإجابة وقال كلمني بعد نصف ساعة فاتصلت فقال أنت موكل عليك أربعة في جسمك منهم واحد في مدخل المعدة وواحد بالمثانة وواحد بينك وبين زوجتك بالفراق بينكم وكلهم بسبب واحدة امرأة عملت هذا السحر، مع العلم بأني أعاني من ألم شديد في تلك المناطق وقال لي على عنوان عطارة بالرياض قال لي لما اتصل عليك تذهب لهم وأنا خلال هذه الفترة سأحاول أن أنظف جسدك من الأشياء التي فيه وحولك، وسترتاح قليلا، ولما قرأت بأن من علامات الساحر أن يسأل المريض عن اسم أمه حزنت كثير وأخشى أن أكون ممن ينطبق عليهم الحديث "لن تقبل له صلاة أربعين يوما" وبعدها حاول الاتصال بي أكثر من مرة وأرسل لي رسالة "هام جدا ضروري الاتصال" فأغلقت هاتفي واستبدلت الرقم، فما الحكم في ذلك، وهل يمكنه أن يضرني أو يضر زوجتي بعد أن عرف أسماءنا أو أسماء أمهاتنا، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن ذكرنا في عدة فتاوى أن من علامات السحرة سؤالهم من يأتي إليهم عن أمه، فراجع في هذا الفتوى رقم: 64957.

وإن كنت فعلاً لا تعلم أن هذا الرجل يتعامل بالسحر فنرجو أن لا يلحقك الوعيد الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.

واعلم أن الساحر لا يستطيع التصرف إلا بإذن الله تعالى فلا تخش منه ضرراً، قال تعالى عن السحرة: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ {البقرة:102}، وأما ما تحس به في بدنك من آلام فلا يلزم أن يكون سببها سحرا، فقد يرجع ذلك لأمور نفسية كالتوتر ونحوه، وقد يكون لأسباب عضوية، فنوصيك أولاً بمراجعة أهل الاختصاص من الأطباء، وإن غلب على الظن وجود سحر أو نحوه فعليك بالرقية الشرعية، ولا بأس بأن يرقيك بعض من يبدو عليه الصلاح، وعليك أيضاً بالحرص على الإكثار من الدعاء والمحافظة على الأذكار ولزوم الطاعات واجتناب المعاصي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني