الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفشل والنجاح بقضاء الله وقدره

السؤال

هل يوجد تسلسل بالذكاء والذاكرة، وهل بمقدرة الإنسان تطوير ذكائه وذاكرته، إذا كان الله لا يضيع جهد أحد، فلماذا عندما أتعبت نفسي جداً في الامتحانات وتحديت الظروف التي مررت بها لم أحقق ما أريد، فما الآيات التي تقرأ قبل البدأ بقراءة الدروس وقبل الدخول إلى الامتحان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهناك أمور مفيدة لتقوية الذاكرة والحفظ ومن أهم هذه الأمور:

1- تقوى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {البقرة:282}، إضافة إلى الجد والاجتهاد بتكرار الحفظ، فتقوى الذاكرة بالتعود على ذلك مع الإكثار من أكل الزبيب والزنجبيل كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 50689.

واعلم أن كلما يجري في هذا الكون بقضاء الله وقدره بما في ذلك النجاح والفشل وما يصيب الإنسان من خير أو شر، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد:22}، ولكنه سبحانه قدر للمقادير أسباباً من أخذ بها وصل إلى المقادير إن كان الله قد قضى بذلك وإلا فلا، وعليه فتعبك في سبيل النجاح لا يقتضي حصوله إذا لم يقدره الله تعالى ولو بالغت في ذلك، وراجع الفتوى رقم: 69893.

وهذا لا يتنافى مع حكمة الله تعالى وعدله فإنه لا يظلم أحداً من خلقه خيراً فعله ولو كان قليلاً، قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:40}.

قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى مخبراً: إنه لا يظلم أحداً من خلقه يوم القيامة مثقال حبة خردل ولا مثقال ذرة، بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة، كما قال تعالى: ونضع الموازين القسط. الآية، وقال تعالى مخبراً عن لقمان أنه قال: يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ. الآية، وقال تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. وفي الصحيحين من حديث زيد بن أسلم بن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل وفيه:.. فيقول الله عز وجل ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجوه من النار.. وفي لفظ: أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، فأخرجوه من النار فيخرجون خلقاً كثيراً ثم يقول أبو سعيد: اقرؤوا إن شئتم إن الله لا يظلم مثقال ذرة. الآية. انتهى.

ولا نعلم آيات تقرأ عند بداية الدروس أو الامتحانات، وننصحك بمراجعة الفتوى رقم: 71748، والفتوى رقم: 57083.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني