6518  - حدثنا علي بن شعيب   وعبد الله بن أيوب المخرمي  ، نا  علي بن عاصم  ، نا  سليمان التيمي  ، عن  أنس  ، قال : قال غلام منا من الأنصار  يوم حنين : لن نهزم اليوم من قلة ، فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له ، وأبو سفيان بن الحارث  آخذ بلجامها ، والعباس  عمه آخذ بغرزها ، وكنا في واد دهس  ، فارتفع النقع - فما منا من أحد يبصر كفه - إذا شخص قد أقبل ، فقال له : إليك ، من أنت ؟ قال : أنا أبو بكر  ، فداك أبي وأمي ، وبه بضعة عشر ضربة ، ثم إذا شخص قد أقبل فقال : إليك ، من أنت ؟ فقال :  عمر بن الخطاب  ، فداك أبي وأمي ، وبه بضعة عشر ضربة . وإذا شخص قد أقبل وبه بضعة وعشرون ضربة فقال : إليك ، من أنت ؟ فقال : عثمان بن عفان  ، فداك أبي وأمي ، ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضعة عشر ضربة فقال : إليك ، من أنت ؟ فقال : علي بن أبي طالب  ، فداك أبي وأمي ، ثم أقبل الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم ؟ فانطلق رجل فصاح ، فما هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم ، فأقبلوا راجعين ، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم وحمل المسلمون معه ، فانهزم المشركون ، وانحاز دريد بن الصمة  على جبيل - أو قال : على أكمة - في زهاء ستمائة . 
فقال له بعض القوم :  [ ص: 129 ] أرى - والله - كتيبة قد أقبلت ، قال : خلوهم لي ، قال : سيماهم كذا ، من هيئتهم كذا ، قال : لا بأس عليكم ، قضاعة  منطلقة في آثار القوم ، قالوا : نرى - والله - كتيبة خشناء قد أقبلت ، قال : خلوهم لي ، قال : سيماهم كذا ، من هيئتهم كذا ، قال : لا بأس عليكم ، هذه سليم  ، ثم قالوا : نرى فارسا قد أقبل قال : ويلكم ! وحده ؟ قالوا : وحده ، قال : خلوه لي ، قالوا : معتجرا بعمامة سوداء ، قال دريد   : ذاك - والله -  الزبير بن العوام  ، وهو - والله - قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا ، قال : فالتفت إليهم ، فقال : علام يترك هؤلاء هاهنا ، فمضى ومن اتبعه ، فقتل زهاء ثلاثمائة ، وجز رأس دريد بن الصمة  فجعله بين يديه .  
وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا  سليمان التيمي  ، عن  أنس  ، ولا نعلم رواه عن سليمان  إلا علي بن عاصم   . 
				
						
						
