الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1590 - أخبركم أبو عمر بن حيويه ، حدثنا يحيى ، حدثنا الحسين ، أخبرنا ابن المبارك ، أخبرنا أبو معشر المدني ، عن محمد بن قيس قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء ، وهو في الموت ، فقال : يا أبا الدرداء عظني بشيء لعل الله ينفعني به وأذكرك قال : " إنك في أمة مرحومة ، أقم الصلاة المكتوبة ، وآت الزكاة المفروضة ، وصم رمضان ، واجتنب الكبائر " أو قال : " المعاصي ، وأبشر " فكأن الرجل لم يرض بما قال ، حتى رجع الكلام عليه ثلاث مرات ، فغضب السائل ، وقال : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ثم خرج الرجل ، فقال أبو الدرداء : " أجلسوني " فأجلسوه قال : " ردوا علي الرجل " فقال : " ويحك كيف بك لو قد حفر لك أربع أذرع من الأرض ، ثم غرقت في ذلك الجرف الذي رأيت ، ثم جاءك فيه ملكان أسودان أزرقان منكر ونكير يفتنانك ويسألانك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فإن تبت فنعم ما أنت فيه ، وإن كان غير ذلك فقد هلكت ، ثم قمت على الأرض ليس لك إلا موضع قدميك ليس ثم ظل إلا العرش ، فإن ظللت فنعم ما أنت فيه ، وإن أضحيت فقد هلكت ، ثم عرضت جهنم ، والذي نفسي بيده إنها لتملأ ما بين الخافقين ، وإن الجسر لعليها ، وإن الجنة لمن ورائها ، فإن نجوت منه ، فنعم ما أنت فيه ، وإن وقعت فيها فقد هلكت ، ثم حلف له بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا الحق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية