الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1450 - أخبركم أبو عمر بن حيويه ، حدثنا يحيى ، حدثنا الحسين ، أخبرنا الفضل بن موسى ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال الحسين [ ص: 509 ] وحدثنا خلف بن تميم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، في قول الله تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا قال : سيقوا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبواب الجنة وجدوا عند بابها شجرة تخرج من ساقها عينان ، فغمسوا في إحداهما كأنما أمروا بها ، فاطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم ، فلن تغبر أبشارهم بعد ذلك أبدا ، ولن تشعث أشعارهم بعد ذلك أبدا ، كأنما دهنوا بالدهان ، ثم غمسوا في الأخرى كأنما أمروا بها ، فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى وقذى ، وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم أتاهم خزنة الجنة يستقبلونهم أن سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم يتلقاهم الولدان فيعرفونهم ويفرحون بهم ، كما يفرح الولدان بالحميم إذا جاءهم من الغيبة ، ثم يذهب بعض الولدان إلى أزواجه من الحور العين فيبشر فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا ، فتقول : أنت رأيته ؟ فيقول : نعم ، فيستخفها الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب ، فيجيء فيدخل ، فإذا نمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ، وأكواب موضوعة ، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه ، فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ ، فيه أخضر ، وأبيض ، وأصفر ، وأحمر من كل لون ، ثم يرفع طرفه إلى سقفه ، فلولا أن الله تعالى قدره له لألم أن يذهب بصره ، قال خلف [ ص: 510 ] بن تميم في حديثه : إنه لمثل البرق ، ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين ثم يتكئ على أريكة من أرائكه ، ثم يقول : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية