الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
900 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا عكرمة بن عمار قال : أخبرنا ضمضم بن جوس قال : دخلت مسجد المدينة ، فناداني شيخ ، وقال : يا ابن أمي ، تعاله ، وما أعرفه ، قال : لا تقولن لرجل : والله لا يغفر الله لك أبدا ، ولا يدخلك الجنة أبدا ، قلت : ومن أنت ؟ يرحمك الله ؟ قال : أبو هريرة ، قلت : فإن هذه الكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب ، أو لزوجته ، أو لخادمه ؟ قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين ، أحدهما مجتهد في العبادة ، والآخر كأنه يقول : مذنب ، فجعل يقول : أقصر ، أقصر عما أنت فيه ، فيقول : خلني وربي ، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه ، فقال : أقصر ، فقال : خلني وربي ، أبعثت علي رقيبا ؟ قال : والله لا يغفر الله لك أبدا ، ولا يدخلك الجنة أبدا ، قال : فبعث الله ملكا فقبض أرواحهما ، فاجتمعا عنده ، فقال للمذنب : ادخل الجنة برحمتي ، وقال للآخر : أتستطيع [ ص: 315 ] أن تحظر على عبدي رحمتي ؟ قال : لا يا رب! قال : اذهبوا به إلى النار ، قال أبو هريرة : والذي نفسي بيده ، لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .

التالي السابق


الخدمات العلمية