225  - أخبركم أبو عمر بن حيويه ،  وأبو بكر الوراق  قالا : أخبرنا يحيى  قال : حدثنا الحسين  قال : أخبرنا  ابن المبارك  قال : أخبرنا  صفوان بن عمرو  قال : حدثني شريح بن عبيد الحضري  قال : قال  عمر بن الخطاب  لكعب :  خوفنا يا كعب!  فقال : والله إن لله لملائكة قياما منذ خلقهم الله ، ما ثنوا أصلابهم ، وآخرين ركوعا ، ما رفعوا أصلابهم ، وآخرين سجودا ، ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة ،  فيقولون جميعا : سبحانك وبحمدك ، ما عبدناك ككنه ما ينبغي لك أن تعبد ، ثم قال : والله لو أن لرجل  [ ص: 76 ] يومئذ كعمل سبعين نبيا ، لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ ، والله لو دلي من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس ، لفلت منه جماجم قوم في مغربها ، والله لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ، ولا غيره إلا خر جاذيا أو جاثيا على ركبتيه يقول : نفسي نفسي ، وحتى نبينا وإبراهيم ، وإسحاق ، يقول : رب أنا خليلك إبراهيم ، قال : فأبكى القوم حتى نشجوا ، فلما رأى ذلك عمر ، قال : يا كعب! بشرنا ، فقال : " أبشروا ، فإن لله تعالى ثلاثمائة وأربع عشرة شريعة ، لا يأتي أحد بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته ، والله لو تعلمون كل رحمة الله تعالى لأبطأتم في العمل ، والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء مغدرة ، لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء القمر ليلة البدر ، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض ، والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا ، لصعق من ينظر إليه ، وما حملته أبصارهم " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					