469  - أخبركم أبو عمر بن حيويه ،  وأبو بكر الوراق  قالا : أخبرنا يحيى  قال : حدثنا الحسين  قال : أخبرنا  ابن المبارك  قال : أخبرنا  حيوة بن شريح  قال : حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني ،  أن عقبة بن مسلم ،  حدثه عن شفي بن ماتع الأصبحي  قال : قدمت المدينة  فدخلت المسجد ، فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا  أبو هريرة :  فلما تفرق الناس دنوت منه ، فقلت : يا  أبا هريرة!  حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه فيه أحد من الناس ، فقال : أفعل ، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد من الناس ، ثم نشغ نشغة فأفاق ، فهو يقول : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينه وبيني أحد من الناس ، ثم نشغ الثانية فأفاق ، وهو يقول : لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيه أحد من الناس ، ثم نشغ الثالثة ، أو الرابعة ثم أفاق ، وهو يقول : أفعل ، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ليس معي فيه غيره ، سمعت رسول الله صلى الله عليه  [ ص: 160 ] وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة ، ينزل الله إلى عباده ليقضي بينهم ، فكل أمة جاثية ، فأول من يدعى رجل جمع القرآن ، فيقول الله تعالى له : عبدي! ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ماذا عملت فيما علمتك ؟ فيقول : يا رب! كنت أقوم به آناء الليل ، وآناء النهار ، فيقول الله له : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان قارئ ، فقد قيل ذاك ، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء ، ثم يؤتى بصاحب المال ، فيقول الله له : عبدي ، ألم أنعم عليك ؟ ألم أفضل عليك ؟ ألم أوسع عليك ؟ أو نحوه ، فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ماذا عملت فيما آتيتك ؟ فيقول : يا رب! كنت أصل الرحم ، وأتصدق ، وأفعل ، وأفعل ، فيقول الله : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان جواد ، فقد قيل ذاك ، اذهب فليس لك عندنا اليوم شيء ، ويدعى المقتول ، فيقول الله له : عبدي ، فيم قتلت ؟ فيقول : يا رب ، فيك ، وفي سبيلك ، فيقول الله تعالى : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان جريء ، فقد قيل ذاك ، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء ، قال  أبو هريرة :  ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على ركبتي ، ثم قال : " يا  أبا هريرة!  أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة " ،  قال حيوة  أو  أبو عثمان :  فأخبرني العلاء بن حكيم  وكان سيافا لمعاوية  أنه دخل عليه رجل يعني على معاوية ،  فحدثه بهذا الحديث عن  أبي هريرة ،  قال الوليد :  فأخبرني عقبة ،  أن شفيا  هو الذي دخل على معاوية  فحدثه بهذا الحديث ، قال : فبكى معاوية  فاشتد بكاؤه ثم أفاق ، وهو يقول : صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون  أولئك الذين ليس لهم في  [ ص: 161 ] الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون   . 
				
						
						
