الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              70 - حدثنا محمد بن يوسف البيع ، قال : حدثنا أبو رويق ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا سفيان عن [ ص: 367 ] إسرائيل ، قال : سمعت الحسن يقول قال علي فينا والله أهل بدر نزلت ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين . [ ص: 368 ]

              ولكل واحد منهم سنن سنها ، وطريقة سلك بالمسلمين فيها ، فإذا قام صاحبه من بعده قفا أثره ، وشيدها ، وأشاد بها وأعلاها ، حتى كان آخرهم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسلك طريق الخلفاء الثلاثة قبله ، وعمل بسنتهم ، وأمضاها وحمل المسلمين عليها ، وكل ذلك فبخلاف ما تنحله الرافضة الذين أزاغ الله قلوبهم ، وحجب عنهم سبيل الرشاد والسداد ، ونزه علي بن أبي طالب عن مذاهبهم النجسة الرجسة ، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أفضت الخلافة إليه ، أمضى قضية أبي بكر رضي الله عنه في فدك وأجرى أمرها [ ص: 369 ] على ما أجراه ، وسمع قول أبي بكر ، وصدقه فيما رواه وحكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " إنا لا نورث ما تركناه صدقة " وعلم علي عليه السلام أن الذي قاله أبو بكر هو الحق ، والحق أراد ؛ لأن أبا بكر حين قضى بذلك لم يأخذه لنفسه ، ولم يورثه لولده ، ولا لعصبته ، فحكم في ذلك بالحق ولم تأخذه في الله لومة لائم .

              فحين أفضت الخلافة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمضى حكم أبي بكر ولم ينقضه بفعاله ، ولا عابه بمقاله ، وكان هذا من علي رضي الله عنه ظاهرا مشهودا غير مستور ، خلاف ما تدعيه البهتة الكذابون الرافضة .

              [ ص: 370 ] وأما سير عمر بن الخطاب رحمه الله فكلها أمضاها وأثراها وأعلاها واقتفى أثره ، واسترشد أمره ، واستسعد برأيه . [ ص: 371 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية