الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا محمد بن المنذر ، حدثنا عصام بن الفضل الداري ، حدثني الزبير بن بكار ، عن محمد بن حرب، قال: قال عبد الله بن حسن لابنه محمد " إياك ومعاداة الرجال فإنها لا تعدمك مكر حليم، أو مباذاة جاهل ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يعادي على الحالات كلها، لأن العداوة لا تخلو من أن تكون لأحد رجلين: إما حليم لا يؤمن مكره، أو جاهل لا يؤمن شتمه، ولا يجب على العاقل إذا عادى أن يغره إحسانه إلى عدوه ما يرى من سكونه إليه، فإن الماء وإن أطيل إسخانه، ليس بمانعه ذلك من إطفاء النار إذا صب عليها، ولا يجب أن يعظم عليه حمله عدوه على عاتقه إذا وثق بحسن عاقبته، لأن اللين والمكر أنكى في العدو من الفظاظة والمكابرة. ألا ترى النار مع حرها لا تحرق من الشجر إلا ما ظهر، والماء مع برده ولينه يستأصلها، ومجانبة المرء عدوه في العشرة أحد الأعوان عليه عند الفرصة.

التالي السابق


الخدمات العلمية