[ ص: 370 ]    75 - فصل  
في  الأمكنة التي يمنع أهل الذمة من دخولها والإقامة بها      .  
قال الله تعالى :  ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم      .  
وعن   أبي هريرة  رضي الله عنه قال :  بينما نحن في المسجد خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " انطلقوا إلى يهود ، فخرجنا معه حتى جئنا  بيت المدراس   فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فناداهم فقال : يا معشر  اليهود   ، أسلموا تسلموا ، فقالوا : قد بلغت يا  أبا القاسم      " .  
فقال : ذلك أريد ، فقال : أسلموا تسلموا ، فقالوا : قد بلغت يا  أبا القاسم      .  
فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ذلك أريد " ، ثم قالها الثالثة فقال : " اعلموا أنما الأرض لله ورسوله ، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض ، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه ، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله     " . متفق عليه ، ولفظه   للبخاري     .  
 [ ص: 371 ] وعن   ابن عباس  رضي الله عنهما قال : يوم الخميس ، وما يوم الخميس ! قال :  اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه ، فقال : " ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا " فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا : ما له ؟ أهجر ؟ استفهموه .  
فقال : " ذروني ، الذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه " فأمرهم بثلاث فقال : " أخرجوا المشركين من  جزيرة العرب   ، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم " ، والثالثة إما سكت عنها ، وإما قالها فنسيتها  متفق عليه ولفظه   للبخاري     .  
 [ ص: 372 ] وعن   ابن عمر  رضي الله عنهما :  أن يهود  بني النضير   وقريظة   حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  بني النضير   وأقر  قريظة   بعد ذلك ، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا فأمنهم ، وأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود  المدينة   كلهم ؛  بني قينقاع   وهم قوم   عبد الله بن سلام  ،  ويهود بني حارثة   ، وكل يهودي كان  بالمدينة   متفق عليه واللفظ  لمسلم     .  
وعن   عمر بن الخطاب  رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "  لأخرجن  اليهود   والنصارى   من  جزيرة العرب   حتى لا أدع فيها إلا مسلما     " رواه  مسلم     .  
وعن  عائشة  رضي الله عنها قالت :  آخر ما عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يترك  بجزيرة العرب   دينان     " رواه  أحمد     .  
 [ ص: 373 ]  [ ص: 374 ] وفي " مسنده " أيضا عن  علي  رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "  يا  علي  ، إن أنت وليت الأمر بعدي فأخرج أهل  نجران   من  جزيرة العرب      " .  
 [ ص: 375 ] وفي " المسند " أيضا عن   أبي عبيدة ابن الجراح  رضي الله عنه قال :  آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أخرجوا يهود أهل  الحجاز   وأهل  نجران   من  جزيرة العرب      " .  
 [ ص: 376 ]  [ ص: 377 ] قال  بكر بن محمد  عن أبيه :  سألت  أبا عبد الله  عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "  أخرجوا المشركين من  جزيرة العرب      " ، قال : إنما الجزيرة موضع العرب  ، وأما موضع يكون فيه أهل السواد والفرس فليس هو  جزيرة العرب      . موضع العرب : الذي يكونون فيه .  
وقال  المروذي     :  سئل  أبو عبد الله  عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "  أخرجوا المشركين من  جزيرة العرب      " قال : هم الذين قاتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست لهم ذمة ، ليس هم مثل  اليهود   والنصارى      : أي يخرجون من  مكة   والمدينة   دون  الشام   يريد أن  اليهود   والنصارى   يخرجون من  مكة   والمدينة      .  
قال   إسحاق بن منصور     : قال  أحمد     :  ليس  لليهود   والنصارى   أن يدخلوا  الحرم       .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					