الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله في [54] القمر.

                                                                                                                                                                                          قال مجاهد مستمر : ذاهب. مزدجر : متناه. وازدجر : فاستطير جنونا. "دسر": أضلاع السفينة. لمن كان كفر : يقول: كفر به جزاء من الله. محتضر : يحضرون الماء.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 327 ] وقال ابن جبير: مهطعين : النسلان. "الخبب": السراع.

                                                                                                                                                                                          أما قول مجاهد: فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر  ، قال: رأوه منشقا، فقالوا: هذا سحر ذاهب.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله مزدجر ، قال: متناه.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله وازدجر ، قال: استطير جنونا.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله ودسر ، قال: أضلاع السفينة.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله جزاء لمن كان كفر ، قال: بالله.

                                                                                                                                                                                          وفي قوله كل شرب محتضر ، قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة.

                                                                                                                                                                                          وقد روي، عن مجاهد ، عن ابن عباس تفسير "الدسر" على خلاف ذلك اللفظ.

                                                                                                                                                                                          قال إبراهيم الحربي ، في غريب الحديث له: ثنا شجاع ، ثنا هشيم ، أنا حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله ودسر ، قال: معاريضها قلت: وليس بين اللفظين تخالف، بل معناهما واحد. وهذا إسناد صحيح.

                                                                                                                                                                                          وأما قول سعيد بن جبير ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو عبد الرحمن [ ص: 328 ] الأذرمي ، ثنا القاسم بن يزيد الجرمي ، ثنا شريك ، (عن سالم) ، عن سعيد بن جبير ، في قوله مهطعين إلى الداع ، قال: النسلان. الخبب: (السراع).

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.

                                                                                                                                                                                          قال عبد بن حميد: أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ولقد تركناها آية فهل من مدكر ، قال: "أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة".

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: ألقى الله عز وجل، السفينة في أرض الجزيرة، عبرة، وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا، وكم من سفينة كانت بعدها فصارت رمادا.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية