الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [27] باب السواك الرطب واليابس للصائم.  

                                                                                                                                                                                          ويذكر عن عامر بن ربيعة، قال: "رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعد".

                                                                                                                                                                                          وقال أبو هريرة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء".

                                                                                                                                                                                          ويروي نحوه عن جابر وزيد بن خالد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولم يخص الصائم من غيره.

                                                                                                                                                                                          وقالت عائشة ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب"  وقال جابر وقتادة: يبتلع ريقه. انتهى.

                                                                                                                                                                                          أما حديث عامر بن ربيعة، فقرأت على إبراهيم بن أحمد البعلي، عن إسماعيل بن يوسف، في كتابه، أن عبد الله بن عمر، أخبره، أنا أبو الوقت ، أنا أبو الحسن بن المظفر، أنا عبد الله بن أحمد [السرخسي] ، أنا إبراهيم بن خريم، أنا عبد بن [ ص: 158 ] حميد، أنا عبد الرزاق ، أنا الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: "رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، يستاك، وهو صائم، ما لا أحصيه".

                                                                                                                                                                                          وقرأت على فاطمة بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة، أن الحافظ ضياء محمد بن عبد الواحد، أخبرهم في المختارة: أنا أبو جعفر الصيدلاني، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبره: أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو بكر القتات، أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر هو ابن أبي شيبة ثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله بن عمر مثله. غير أنه لم يقل: "ما لا أحصيه".

                                                                                                                                                                                          وبه إلى الضياء، قال: أنا زاهر بن أبي طاهر، أن الحسين بن عبد الملك، أخبره: أنا إبراهيم بن منصور، ثنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن الصباح، ثنا شريك، بإسناده نحوه.

                                                                                                                                                                                          وأخبرنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين، أنا محمد بن محمد بن يحيى، أنا عبد الرحيم بن يوسف، أنا عمر بن محمد [بن طبرزد] ، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمد بن كيسان، أنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع، ثنا شريك، به.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو داود: عن محمد بن الصباح، فوافقناه بعلو.

                                                                                                                                                                                          ورواه أيضا: عن مسدد، عن يحيى.

                                                                                                                                                                                          ورواه الترمذي، عن ابن بشار، عن ابن مهدي، وقال: حسن.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 159 ]

                                                                                                                                                                                          ورواه الإمام أحمد في مسنده: عن وكيع، وعبد الرحمن، ويحيى، ثلاثتهم عن سفيان الثوري. ولفظ "ما لا أحصي أو أعد" في رواية وكيع وغيره.

                                                                                                                                                                                          ورواه ابن خزيمة في صحيحه: من حديث ابن عيينة، عن عاصم، ومن حديث الثوري أيضا عنه، ثم قال: وأنا بريء من عهدة عاصم وذكر قول ابن معين والذهلي فيه، ثم قال: كنت لا أخرج حديث عاصم في هذا الكتاب، ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه ويحيى وعبد الرحمن، وهما إماما زمانهما قد رويا عن الثوري عنه. وقد روى عنه مالك خبرا في غير الموطأ. انتهى.

                                                                                                                                                                                          ورواه الدارقطني: عن أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وأبي داود الحفري، وإسحاق بن بنت داود بن أبي هند، وقبيصة وإسحاق الأزرق، كلهم عن سفيان الثوري به.

                                                                                                                                                                                          ورواه أيضا: عن البغوي، عن أبي بكر بن أبي شيبة به.

                                                                                                                                                                                          وقد أبدى الإمام أبو بكر بن خزيمة عذر من صحح هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                          وأما إمام أهل الصنعة محمد بن إسماعيل فعلق حديثه بصيغة التمريض للين فيه.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 160 ]

                                                                                                                                                                                          قال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري : منكر الحديث، والله الموفق.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث أبي هريرة ، فقرأت على أبي بكر بن أبي عمر، عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء، إجازة إن لم يكن سماعا، أن أبا علي البكري، أخبره: أنا أبو روح، أنا زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن إبراهيم، وغيره، قالا: أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق، ثنا علي بن معبد، ثنا روح بن عبادة، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء"  هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي، عن محمد بن يحيى، عن بشر بن عمر، عن مالك مثله، لكن قال: عند كل وضوء.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا موافقة عاليا جدا: قرأته على أبي بكر بن إبراهيم بن العز (قلت له): أخبركم عبد الله بن الحسين، أن عثمان بن علي [ابن خطيب القرافة] ، أخبره: عن الحافظ أبي طاهر السلفي، أنا مكي بن منصور، أنا أحمد بن الحسين القاضي، ثنا محمد بن أحمد الميداني، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا بشر بن عمر، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء".

                                                                                                                                                                                          والحديث فقد أخرجه مالك في الموطأ، بهذا الإسناد، عن أبي هريرة قال: [ ص: 161 ] "لولا أن يشق على أمته فذكره ولم يصرح بذكر النبي، صلى الله عليه وسلم".

                                                                                                                                                                                          وأخرجه البخاري من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء والسواك عند كل صلاة".

                                                                                                                                                                                          وقرأت على عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، أخبركم أحمد بن أبي طالب، إجازة، عن جعفر بن علي [الهمذاني] أن السلفي أخبرهم: أنا أبو الخطاب بن البطر، أنا أحمد بن طلحة، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن عمر، أخبرني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء..." الحديث.

                                                                                                                                                                                          رواه النسائي، وابن ماجه، من حديث عبيد الله بنحوه. فوقع لنا عاليا.

                                                                                                                                                                                          ورواه النسائي أيضا من حديث عبد الرحمن السراج، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع كل وضوء".

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية