قوله: [8] باب الربط بمكة والحبس في الحرم.
واشترى نافع بن عبد الحارث دارا للسجن بمكة من صفوان بن أمية ، على أن عمر إن رضي فالبيع بيعه، وإن لم يرض فلصفوان أربعمائة دينار. وسجن ابن الزبير بمكة.
قرأت على مريم بنت أحمد، بمنزلها ظاهر القاهرة، عن يونس بن أبي إسحاق ، أن علي بن الحسين [بن المقير] ، أنبأه عن أبي الكرم الشهرزوري ، أنا عبد الله بن محمد [الصريفيني] ، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن زنبور ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، ثنا كثير بن عبيد ، ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عبد الرحمن بن فروخ. قال: اشترى نافع بن عبد الحارث من صفوان بن أمية دار السجن لعمر ، وهو عامله على مكة إن [ ص: 327 ] عمر رضي فالبيع له، وإن عمر لم يرض فلصفوان أربعمائة درهم. قال ابن عيينة: فهو سجن الناس اليوم بمكة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن ابن عيينة مثله.
(رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، وابن عيينة ، وابن جريج ، ثلاثتهم عن عمرو ، وزاد في رواية ابن جريج أنها دار السجن).
ورواه البيهقي من حديث النعمان بن عبد السلام ، عن ابن عيينة نحوه.
وأما قصة الزبير ، فقال خليفة في تاريخه: حدثنا علي بن محمد ، عن شيخ من أهل المسجد، عن شيبة بن نصاح ، قال: وجه عمرو بن سعيد ، والي المدينة إلى ابن الزبير أنيس بن عمرو الأسلمي ، وعمرو بن الزبير في سبعمائة، فوجه ابن الزبير عبد الله بن صفوان ، فهزم أنيسا ، وأسر عمرو بن الزبير ، قال خليفة: فحبسه ابن الزبير إلى أن مات.
وروى العدوي في كتاب النسب من طريق ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال: قلت للحسن بن محمد بن الحنفية: كيف أفلت من حبس ابن الزبير؟ قال: أفلت ليلا فأخذت إلى أطراف الجبال، حتى لحقت بأبي.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني الحسن بن علي الخفاف ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، عن المدائني ، عن أبي بكر الهذلي ، قال: ثم بدا لابن الزبير ، فحبس ابن الحنفية في سجن عارم.
وقال أيضا: أخبرني يحيى بن عبد الله بن الجون ، بالرقة، حدثني الفيض بن عبد [ ص: 328 ] الملك ، عن أبيه، عن مسلم بن الوليد القرشي ، قال: لما ظهر عبد الله بن الزبير بالحجاز، دخل عليه أبو صخر الهذلي ليقبض عطاءه، فدار بينهما كلام، قال: فأمر به فحبس في سجن عارم مدة.
أنبأنا بذلك عبد الرحمن بن أحمد مشافهة، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن ناصر ، عن المبارك بن عبد الجبار ، عن أبي القاسم بن أبي علي التنوخي ، عن أبيه عنه.


