ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون
ويقولون متى هذا الوعد الذي تعدنا به يا محمد من القيامة، إن كنتم صادقين في ذلك أنت وأصحابك. قال الله تعالى: ما ينظرون إلا صيحة واحدة قال : يريد النفخة الأولى يعني: أن القيامة تأتيهم بغتة. تأخذهم الصيحة، وهم يخصمون أي: يختصمون في البيع والشراء، ويتكلمون في الأسواق والمجالس، أعز ما كانوا متشاغلين في متصرفاتهم، وأجود القراءة فتح الخاء مع تشديد الصاد؛ لأن الأصل يختصمون، فألقيت حركة الحرف المدغم وهو التاء على الساكن الذي قبله وهو الخاء، ومن قرأ بكسر الخاء حركه بالكسر لالتقاء الساكنين، وقرأ ابن عباس أهل المدينة بالجمع بين ساكنين، قال : وهو أفسد الوجوه وأردأها. الزجاج
وقرأ : ساكنة الخاء مخففة الصاد، وهو يفعلون من الخصومة، كأنه قال: وهم يتكلمون، والمعنى: تأخذهم وبعضهم يخصم بعضا، وأراد [ ص: 516 ] أن حمزة والقوم إذا كانوا على أمر واحد كان الخبر عن بعضهم كالخبر عن جميعهم، ثم ذكر أن الساعة إذا أخذتهم بغتة لم يقدروا على الارتقاء بشيء، فقال: الكفار الذين تقوم عليهم الساعة تأخذهم الصيحة وهم يختصمون، فلا يستطيعون توصية قال : عجلوا عن الوصية فماتوا، مقاتل ولا إلى أهلهم يرجعون وإلى منازلهم يرجعون من الأسواق، وهذا إخبار عما يلقون في النفخة الأولى.