الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر أولياءه، فقال: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون  هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون  لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون  سلام قولا من رب رحيم  

                                                                                                                                                                                                                                      إن أصحاب الجنة اليوم يعني في الآخرة، في شغل وقرئ شغل وهما لغتان، قال مقاتل : شغلوا بافتضاض العذارى من أهل النار، فلا يذكرونهم ولا يهتمون لهم، وهذا قول جماعة المفسرين، وقال الحسن : شغلوا بما في الجنة من النعيم عما فيه أهل النار من العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                      فاكهون ناعمون معجبون بما هم فيه، قال أبو زيد : الفكه الطيب النفس الضحوك، يقال: رجل فكه وفاكه ولم يسمع لهذا أفعل في الثلاثي.

                                                                                                                                                                                                                                      هم وأزواجهم يعني حلائلهم، في ظلال قال مقاتل : في أكنان القصور.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ في ظلل وهي جمع ظلة.

                                                                                                                                                                                                                                      على الأرائك وهي السرر عليها الحجال، قال أحمد بن يحيى : الأريكة لا تكون إلا سريرا في قبة عليه سواره ومتاعه. لهم فيها في الجنة، فاكهة ولهم ما يدعون يتمنون ويشتهون، قال الزجاج : وهو مأخوذ من الدعاء، والمعنى: كل ما يدعوه أهل الجنة يأتيهم، ثم بين ما يشتهون، فقال: سلام قولا وهو بدل من ما، المعنى لهم ما يتمنون سلام، ومن أهل الجنة أن يسلم الله عليهم، وقولا منصوب على معنى لهم سلام، يقوله [ ص: 517 ] الله قولا.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أنا عبد الخالق بن علي ، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى اللخمي ، نا الحسن بن أبي علي الزعفراني ، نا ابن أبي الشوارب ، نا أبو عاصم ، نا الفضل الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب، عز وجل، قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم، يا أهل الجنة، فذلك قول الله تعالى: سلام قولا من رب رحيم فينظر الله إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم، وقال ابن عباس : يرسل الرحيم إليهم بالسلام، وقال مقاتل : إن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب، يقولون: سلام عليكم، يا أهل الجنة، من ربكم الرحيم   .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية