ثم ذكر أولياءه، فقال: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم
إن أصحاب الجنة اليوم يعني في الآخرة، في شغل وقرئ شغل وهما لغتان، قال : شغلوا بافتضاض العذارى من أهل النار، فلا يذكرونهم ولا يهتمون لهم، وهذا قول جماعة المفسرين، وقال مقاتل : شغلوا بما في الجنة من النعيم عما فيه أهل النار من العذاب. الحسن
فاكهون ناعمون معجبون بما هم فيه، قال : الفكه الطيب النفس الضحوك، يقال: رجل فكه وفاكه ولم يسمع لهذا أفعل في الثلاثي. أبو زيد
هم وأزواجهم يعني حلائلهم، في ظلال قال : في أكنان القصور. مقاتل
وقرئ في ظلل وهي جمع ظلة.
على الأرائك وهي السرر عليها الحجال، قال : الأريكة لا تكون إلا سريرا في قبة عليه سواره ومتاعه. لهم فيها في الجنة، أحمد بن يحيى فاكهة ولهم ما يدعون يتمنون ويشتهون، قال : وهو مأخوذ من الدعاء، والمعنى: كل ما يدعوه أهل الجنة يأتيهم، ثم بين ما يشتهون، فقال: سلام قولا وهو بدل من ما، المعنى لهم ما يتمنون سلام، ومن أهل الجنة أن يسلم الله عليهم، وقولا منصوب على معنى لهم سلام، يقوله [ ص: 517 ] الله قولا. الزجاج
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أنا عبد الخالق بن علي ، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى اللخمي ، نا الحسن بن أبي علي الزعفراني ، نا ابن أبي الشوارب ، نا ، نا أبو عاصم ، عن الفضل الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: جابر بن عبد الله سلام قولا من رب رحيم فينظر الله إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم، وقال : يرسل الرحيم إليهم بالسلام، وقال ابن عباس : إن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب، يقولون: سلام عليكم، يا أهل الجنة، من ربكم الرحيم مقاتل "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب، عز وجل، قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم، يا أهل الجنة، فذلك قول الله تعالى: .