الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وامتازوا اليوم أيها المجرمون  ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين  وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم  ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وامتازوا اليوم يقال: مزت الشيء من شيء إذا عزلته ونحيته فامتاز. قال مقاتل : اعتزلوا اليوم يعني في الآخرة من الصالحين، وقال السدي : كونوا على حدة. قال الزجاج : انفردوا عن المؤمنين.

                                                                                                                                                                                                                                      ألم أعهد إليكم ألم آمركم وأوص إليكم، وقال الزجاج : ألم أتقدم إليكم على لسان الرسل يا بني آدم. قال مقاتل : يعني الذين أمروا بالاعتزال.

                                                                                                                                                                                                                                      أن لا تعبدوا الشيطان لا تطيعوا إبليس في الشرك، إنه لكم عدو مبين ظاهر العداوة، أخرج أبويكم من الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وأن اعبدوني أطيعوني ووحدوني، هذا صراط مستقيم يعني دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر عداوته لبني آدم، فقال: ولقد أضل منكم جبلا كثيرا يعني: خلقا كثيرا، وفيه لغات: جبلا، وجبلا، وجبلا، وهذه الأوجه قرئ بها ومعناها: الخلق والجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                      أفلم تكونوا تعقلون ما رأيتم من الأمم قبلكم إذ أطاعوا إبليس وعصوا الرسول فأهلكوا، ويقال لهم لما دنوا من النار:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية