ثم ذكرهم قدرته، فقال: أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون
أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا مما تولينا خلقه بإبداعنا وإنشائنا لم نشارك في خلقه ولم نخلقه بإعانة معين، وذكر الأيدي هاهنا يدل على انفراده بما خلق، والواحد منا إذا قال عملت هذا بيدي دل ذلك على انفراده بعمله، وإنما تخاطب العرب بما يستعملون من مخاطباتهم، وقوله: أنعاما يريد: الإبل والبقر والغنم، فهم لها مالكون ضابطون قاهرون، أي: لم نخلق الأنعام وحشية نافرة من بني آدم لا يقدرون على ضبطها، بل هي مسخرة لهم، وهو قوله: وذللناها لهم فمنها ركوبهم ما يركبون، يعني الإبل، وقال : يعني حمولتهم الإبل والبقر، مقاتل ومنها يأكلون يعني الغنم.
ولهم فيها منافع من الأصواف والأوبار والأشعار والنسل، ومشارب من ألبانها، أفلا يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه.