إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا [ ص: 572 ] ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار
قوله: إن تكفروا يا أهل مكة ، فإن الله غني عنكم أي: عن عبادتكم، ولا يرضى لعباده الكفر قال ، عن عطاء : يريد ولا أرضى لأوليائي وأهل طاعتي الكفر، وقال في رواية ابن عباس : يعني عباده المخلصين الذين قال فيهم: الوالبي إن عبادي ليس لك عليهم سلطان فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله، وحببها إليهم، وقال : لا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا. السدي
وهذا طريق من قال بالتخصيص في هذه الآية، ومن أجراها على العموم قال: إن الله تعالى لا يرضى الكفر لأحد، وكفر الكافر غير مرضي لله، وإن كان بإرادته. والله تعالى مريد لكفر الكافر غير راض به؛ لأنه لا يمدحه ولا يثني عليه، قال : والله ما رضي الله لعبد ضلالة، ولا أمره بها، ولا دعاه إليها. قتادة
وإن تشكروا ما أنعم عليكم من التوحيد، يرضه لكم يرضى ذلك الشكر لكم بأن يثيبكم عليه، وباقي الآية تقدم تفسيره.
قوله: وإذا مس الإنسان قال : يريد عطاء عتبة بن ربيعة ، وقال : يريد مقاتل أبا حذيفة بن المغيرة . "ضر" بلاء وشدة وفقر، أو مرض، دعا ربه منيبا إليه راجعا إليه من شركه، ثم إذا خوله أعطاه، نعمة منه يعني: أغناه وأنعم عليه بالصحة، نسي ما كان يدعو إليه من قبل نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه، وجعل لله أندادا رجع إلى عبادة الأوثان، ليضل عن سبيله ليزل عن دين الله الإسلام، قل لهذا الكافر: تمتع بكفرك قليلا في الدنيا إلى أجلك، قال : لفظه لفظ الأمر ومعناه التهديد والوعيد. الزجاج إنك من أصحاب النار أي: إن مصيرك إلى النار.