قوله: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة
لا تحرك به لسانك لتعجل به قال ، عن سعيد بن جبير : ابن عباس جبريل عليه السلام من قراءة الوحي؛ مخافة أن لا يحفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه، فكان إذا نزل عليه الوحي، يحرك لسانه وشفتيه، قبل فراغ ، فقال الله تعالى: لا تحرك به أي: بالوحي، أو بالقرآن، لسانك يعني: بالقراءة، لتعجل به أي: تأخذه، كما قال: ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه .
إن علينا جمعه أي: نجمعه في صدرك، وقرآنه وقراءته عليك، أي: أن جبريل يقرؤه [ ص: 393 ] عليك حتى تحفظه.
فإذا قرأناه قال : فإذا قرأه ابن عباس جبريل ، فاتبع قرآنه أي: قراءته، والمعنى: اقرأه إذا فرغ جبريل من قراءته، جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأ كما وعده الله تعالى. فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا إذا نزل عليه
ثم إن علينا بيانه أي: علينا أن نحفظه عليك، حتى تبين للناس بتلاوتك إياه، وقراءتك عليهم، وقال : علينا أن ننزله قرآنا عربيا، فيه بيان للناس. الزجاج
أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أنا ، نا أبو محمد بن حيان أبو يحيى الرازي ، نا ، نا سهل بن عثمان عبيدة ، عن ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جبير ، قال: ابن عباس كان يتلقاه ويحرك شفتيه كيلا ينسى، قال: فأنزل الله تعالى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة لا تحرك به لسانك لتعجل به يقول: لتعجل بأخذه إن علينا جمعه وقرآنه إن علينا أن نجمعه في صدرك، فتقرأه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يقول: إذا أنزلناه فاستمع له.
ثم إن علينا بيانه أي: نبينه بلسانك.
فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
رواه ، البخاري ومسلم ، عن قتيبة ، عن ، عن أبي عوانة . موسى بن أبي عائشة
قوله: كلا قال : لا يؤمن عطاء أبو جهل بالقرآن وببيانه.
بل يحبون العاجلة يعني: كفار مكة يحبون الدنيا، ويعملون لها.
ويذرون العمل للآخرة، فيؤثرون الدنيا عليها، وقرئ بالتاء على تقدير: قل لهم يا محمد : بل تحبون وتذرون.
قوله عز وجل: وجوه يومئذ يعني: يوم القيامة، ناضرة ناعمة، غضة، حسنة، يقال: شجر ناضر، وروض ناضر. يقال: وجهه ينضر، ونضر ينضر، ونضره الله، وأنضره ونضره. والمفسرون يقولون: مضيئة، مشرقة، مسفرة.
إلى ربها ناظرة قال ، في رواية ابن عباس : يريد إلى الله ناظرة. وقال في رواية عطاء : تنظر إلى الله [ ص: 394 ] يومئذ، لا تحجب عنه. وقال الكلبي : تنظر إلى ربها معاينة. مقاتل
وقال : حق لها أن تنظر، وهي تنظر إلى الخالق. الحسن
وقال : الزجاج . نضرت بنعيم الجنة، والنظر إلى ربها عز وجل
أخبرنا أبو بكر الفارسي ، أنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، نا إبراهيم بن محمد ، نا ، نا مسلم عبد الله بن عمر بن ميسرة ، حدثني ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " صهيب فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار، قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم". إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم،
أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أنا عبد الله محمد بن جعفر الحافظ ، نا عبدان ، نا ، نا عثمان بن أبي شيبة معاوية ، نا ، عن عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ابن عمر ينظر في سرره وأزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين. إن أدنى أهل الجنة منزلة، لمن ينظر في ملكه ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه
رواه الحاكم في صحيحه عن ، عن محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن عبد الجبار قال أبي معاوية : وثوير وإن لم يخرج في الصحيح، فلم ينقم عليه غير التشيع ووجوه يومئذ باسرة كالحة، عابسة، كئيبة، مصفرة.
تظن أن يفعل بها فاقرة تستيقن أن يعمل بها عظيم من [ ص: 395 ] العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر، قال ابن زيد : هي دخول النار. وقال : هي أن تحجب عن رؤية ربها، فلا تنظر إليه. الكلبي