قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب
قوله تعالى: قل اللهم مالك الملك الآية، قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس: مكة ووعد أمته ملك فارس والروم، قال المنافقون واليهود: هيهات هيهات، فارس والروم أعز وأمنع من أن يغلب على بلادهم.
فأنزل الله هذه الآية.
ومعنى اللهم: يا الله، مالك الملك مصرفه ومدبره كما يشاء، تؤتي الملك من تشاء محمدا [ ص: 426 ] وأصحابه، وتنزع الملك ممن تشاء الروم والعجم، وتعز من تشاء قال يريد: المهاجرين والأنصار، ابن عباس: وتذل من تشاء يريد: الروم وفارس، بيدك الخير عز الدنيا والآخرة.
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الرمجاري، أخبرنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي، حدثنا محمد بن جمعة بن خلف، حدثنا محمد بن زنبور، حدثنا حدثنا الحارث بن عمير، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي بن أبي طالب إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو و قل اللهم مالك الملك إلى قوله: وترزق من تشاء بغير حساب مشفعات، ما بينهن وبين الله حجاب، لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش فقلن: يا رب: تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك، قال الله: بي حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة".
[ ص: 427 ] قوله: تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال جميع المفسرين: تجعل ما نقص من أحدهما زيادة في الآخر.
و "الإيلاج": الإدخال، يقال: أولجت الشيء في الشيء، إذا أدخلته فيه.
وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي قال أكثر أهل التفسير: تخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
وترزق من تشاء بغير حساب قال بغير تقتير وتضييق. الزجاج:
يقال: فلان ينفق بغير حساب، إذا كان يوسع في النفقة.
وكأنه لا يحسب ما ينفقه.