الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وبما أنفقوا من أموالهم يعني : المهر والإنفاق عليهن .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا الأستاذ الإمام أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، أخبرنا أحمد بن منصور المروزي ، أخبرنا النضر بن شميل ، أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، لما عظم الله من حقه عليها "   [ ص: 46 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو إبراهيم أبي القاسم الصوفي ، أخبرنا بشر بن أحمد المهرجاني ، أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، عن حصين بن محصن ، أن عمته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "ألك بعل ؟ فقالت : نعم ، قال : فكيف أنت له ؟ قالت : ما آلوه إلا ما أعجز عنه ، فقال لها : اعلمي أنه جنتك ونارك" .  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فالصالحات يعني النساء الصالحات ، قانتات : مطيعات لأزواجهن ، حافظات للغيب : قال مجاهد ، وقتادة : لغيب أزواجهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو روق : يحفظن فروجهن في غيبة أزواجهن .

                                                                                                                                                                                                                                      بما حفظ الله أي : بما حفظهن الله في إيجاب المهر والنفقة وإيصاء الزوج بهن .

                                                                                                                                                                                                                                      واللاتي تخافون نشوزهن والنشوز هاهنا : معصية الزوج وهو الترفع عليه بالخلاف ، قال عطاء : هي أن لا تتعطر له ، وتمنعه نفسها ، وتتغير عما كانت تفعله من الطواعية .

                                                                                                                                                                                                                                      فعظوهن بكتاب الله وذكروهن الله وما أمرهن به ، واهجروهن في المضاجع قال ابن عباس : هو أن يوليها ظهره على الفراش ولا يكلمها ، وقال [ ص: 47 ] الشعبي ، ومجاهد : هو أن يهجر مضاجعتها فلا يضاجعها .

                                                                                                                                                                                                                                      واضربوهن يعني : ضربا غير مبرح ، قال ابن عباس : أدبا مثل اللكزة .

                                                                                                                                                                                                                                      وللزوج أن يتلافى نشوز امرأته بما أذن الله له فيه ، ومما ذكر في هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن أطعنكم أي : فيما يلتمس منهن ، فلا تبغوا عليهن سبيلا قال ابن عباس : لا تتجنوا عليهن العلل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية