يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
قوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء قال عطية : فقال : يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم ، وإني أبرأ إلى الله تعالى ورسوله من ولاية اليهود ، وآوي إلى الله ورسوله . عبادة بن الصامت ،
فقال عبد الله بن أبي : لكن أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية والتي بعدها . جاء
[ ص: 197 ] ومعنى لا تتخذوهم أولياء : لا تعتمدوا على الاستنصار بهم ، ولا توالوهم .
أخبرني المروزي فيما أجاز لي ، أخبرني محمد بن عبد العزيز أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي ، محمد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا أخبرنا وكيع ، عن إسرائيل ، سماك ، عن عن عياض الأشعري ، أبي موسى ، أنه فقال : إن عندنا نصرانيا كاتبا من حاله وحاله ، فقال : قاتلك الله ، أما سمعت قول الله تعالى عمر بن الخطاب ، لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ألا اتخذت حنيفا ؟ قال : قلت : دينه له ، ولي كتابته ، قال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله ، ولا أعزهم إذ أزلهم الله ، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله ، ثم أوعد على موالاتهم فقال : ومن يتولهم منكم فإنه منهم " . وفد إلى
قال : كافر مثلهم ، وقال ابن عباس : من عاضدهم على المسلمين فإنه معهم . الزجاج
إن الله لا يهدي القوم الظالمين قال : لا يرشد الكافرين ولا المشركين ولا المنافقين . ابن عباس
قوله جل جلاله : فترى الذين في قلوبهم مرض يعني : عبد الله بن أبي وأصحابه من المنافقين يسارعون فيهم : قال الكلبي ، يسارعون في موالاة اليهود ومصانعتهم ، وقال ومجاهد : : في معاونتهم على المسلمين . الزجاج
يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب أو قحط ولا يعطوننا الميرة والقرض .
فعسى الله أن يأتي بالفتح يعني : فتح مكة .
في قول الكلبي ، ، وقال والسدي فتح قرى اليهود . الضحاك :
وقال ، قتادة بالقضاء الفصل من نصر محمد على من خالفه . ومقاتل :
[ ص: 198 ] أو أمر من عنده أي : خصب وسعة لمحمد وأصحابه ، وقال يعني : القتل والجلاء لليهود . مقاتل :
فيصبحوا يعني : المنافقين على ما أسروا في أنفسهم من موالاة اليهود ودس الأخبار لهم نادمين .
قوله عز وجل : ويقول الذين آمنوا ، وقرأ أبو عمرو ويقول الذين نصبا على معنى : وعسى أن يقول الذين آمنوا ، وقرأ أهل الحجاز يقول بغير واو استغناء عن حرف العطف لملابسة هذه الآية بما قبلها .
قال : الزجاج ويقول الذين آمنوا في وقت إظهار الله نفاق المنافقين : أهؤلاء يعني : المنافقين ، الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم حلفوا بالله بأغلظ الأيمان إنهم مؤمنون ، إنهم لمعكم أي : إن المؤمنين حينئذ يتعجبون من كفرهم وحلفهم بالباطل ، قال الله تعالى : (حبطت أعمالهم ) : بطل كل خير عملوه بكفرهم وغشهم المسلمين ، فأصبحوا خاسرين خسروا الدنيا بافتضاحهم ، والآخرة بفوت الثواب والمصير إلى النار .