الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا  إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فخلف من بعدهم خلف قال السدي : هم اليهود والنصارى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مجاهد ، وقتادة : هم من هذه الأمة، عند [ ص: 188 ] قيام الساعة، وذهاب صالحي هذه الأمة، قوم يتنابزون بالزنا، ينزو بعضهم على بعض في الأزقة، زناة.

                                                                                                                                                                                                                                      أضاعوا الصلاة قال الأكثرون: أخروها عن وقتها.

                                                                                                                                                                                                                                      قال إبراهيم : أضاعوا الوقت.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال عمر بن عبد العزيز : شربوا الخمر فأضاعوها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال سعيد بن المسيب : هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس.

                                                                                                                                                                                                                                      واتبعوا الشهوات المعاصي وشرب الخمر، والمعنى: آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله، فسوف يلقون غيا قال ابن مسعود ، ومجاهد ، وعطاء ، عن ابن عباس : وهو واد في جهنم.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو منصور بن يحيى التميمي ، أنا عبد الله بن محمد بن نصير القرشي ، نا محمد بن أيوب ، أنا عمرو بن مرزوق ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله في قوله: فسوف يلقون غيا  ، قال: نهر في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم، وليس معنى يلقون يردون فقط; لأن اللقاء معناه الاجتماع والملابسة مع الرؤية إلا من تاب من التقصير في الصلاة، وآمن من اليهود والنصارى، وعمل صالحا بطاعة الله، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا قال ابن عباس : لا ينقصون ثوابا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية