جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا
جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب قال : يريد أنهم عابوا عما فيها مما لا عين رأت. ابن عباس
والمعنى: أنهم لم يروها، فهي غيب لهم، إنه كان وعده مأتيا قال : لم يقل آتيا; لأن كل ما أتاك فقد أتيته. الفراء
ونحو هذا قال . الزجاج
وقال : وعده في هذه الآية موعود وهو الجنة، و ابن جريج مأتيا يأتيه أولياؤه وأهل طاعته.
لا يسمعون فيها لغوا وهو الهذر وما يلغى من الكلام، إلا سلاما لكن يسمعون سلاما، وهو أن بعضهم يحيي بعضا بالسلام، ويرسل إليهم الرب الملائكة بالسلام، قال : السلام اسم جامع للخير; لأنه متضمن السلام. الزجاج
والمعنى أن ، وإنما يسمعون ما يسلمهم، أهل الجنة لا يسمعون ما يؤذيهم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال المفسرون: ليس في الجنة بكرة ولا عشية، ولكنهم يؤتون برزقهم على مقدار ما يعرفون من الغداء والعشاء.
قال : كانت العرب إذا أصاب أحدهم [ ص: 189 ] الغداء والعشاء أعجب به، فأخبر الله أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت، وليس ثم ليل ولا نهار، إنما هو ضوء ونور. قتادة
وقال : كانت العرب لا تعرف شيئا من العيش أفضل من الغداء والعشاء، فذكر الله جنته، فقال: الحسن ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا .
قوله: تلك الجنة يعني الجنة التي ذكرها في قوله: فأولئك يدخلون الجنة ، التي نورث من عبادنا .
وذلك أن الله تعالى يورث عباده المؤمنين من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا، وجوز أن يكون معنى يورث تعظيم ذلك، وننزلهم إياها، وتكون كالميراث لهم من جهة أنها تمليك مستأنف، وقوله: من كان تقيا أي: من اتقى معصية الله وعقابه بالطاعة والإيمان.