وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما
وكذلك كما بينا في هذه السورة، أنزلناه أنزلنا هذا الكتاب، قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد بينا فيه ضروب الوعيد، قال يعني وقائعه في الأمم المكذبة. قتادة:
لعلهم يتقون ليكون سببا لاتقائهم الشرك بالاتعاظ بمن قبلهم، أو يحدث لهم ذكرا يجدد لهم القرآن اعتبارا، فيتذكروا به عقاب الله للأمم، فيعتبروا.
وقوله: فتعالى الله أي: جل عن إلحاد الملحدين، وعما يقول المشركون في صفته، الملك الذي بيده الثواب والعقاب، فهو يملكها، الحق معناه ذو الحق، وقد تقدم الكلام فيه ولا تعجل بالقرآن قال والمفسرون: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبادر ابن عباس، جبريل، فيقرأ قبل أن يفرغ من الوحي، حرصا منه على ما كان ينزل عليه، وشفقة على القرآن، مخافة الانفلات والنسيان، فنهاه الله عن ذلك، يقول: ولا تعجل بالقرآن أي: بقراءته، من قبل أن يقضى إليك وحيه من قبل أن يفرغ جبريل من تلاوته عليك، وهذا كقوله: لا تحرك به لسانك لتعجل به .
وقل رب زدني علما أي: بالقرآن ومعانيه، وكان إذا قرأ هذه الآية، قال: اللهم زدني علما وإيمانا ويقينا. ابن مسعود