الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين  الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون  وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال مجاهد، وقتادة: يعني التوراة التي تفرق بين الحلال والحرام.

                                                                                                                                                                                                                                      وضياء من صفة التوراة، مثل قوله: فيها هدى ونور والمعنى أنهم استضاءوا بها حتى اهتدوا في دينهم، ومعنى وذكرا للمتقين أنهم يذكرونه ويعلمون بما فيه، ويتعظون بمواعظه.

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يخشون ربهم بالغيب أي: في الدنيا، غائبين عن الآخرة وأحكامها، وهم من الساعة أي: من أهوالها وعذابها، مشفقون خائفون.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم عاد إلى ذكر القرآن، فقال: وهذا ذكر قال الزجاج: المعنى هذا القرآن ذكر لمن تذكر به، وعظة لمن اتعظ.

                                                                                                                                                                                                                                      مبارك أنزلناه كثير خير أفأنتم يا أهل مكة، له منكرون إياه جاحدون؟ وهذا استفهام توبيخ وتعيير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية