وقوله: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين
وحرام على قرية قال واجب عليها أنها إذا أهلكت لا ترجع إلى دنياها. قتادة:
ونحو هذا قال عن عكرمة، ابن عباس، وعطاء، قال والكلبي، يريد حتما مني. عطاء:
وقال يقول وجب على أهل قرية. الكلبي:
أهلكناها يريد عذبناها أنهم لا يرجعون إلى الدنيا، والمعنى أن الله كتب على من أهلك أن يبقى في البرزخ إلى يوم القيامة، وأن لا يرجع إلى الدنيا قضاء منه حتما، وفي هذا تخويف لكفار مكة أنهم إن عذبوا وأهلكوا لم يرجعوا إلى الدنيا كغيرهم من الأمم المهلكة، وذهب ابن جريج، وأبو عبيدة، وجماعة إلى أن لا في قوله: لا يرجعون زيادة وقالوا المعنى: حرام على قرية مهلكة ترجعوهم إلى الدنيا، كما قال: وابن قتيبة، فلا يستطيعون توصية [ ص: 252 ] ولا إلى أهلهم يرجعون ومن قرأ وحرم فهو بمعنى حرام، كما قيل: حل وحلال وقوله: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج معنى فتحهما إخراجهما عن السد الذي جعلا وراءه، وكأنهما قيدا بذلك السد، فإذا ارتفع السد انفتحا، وقوله: وهم من كل حدب ينسلون الحدب كل أكمة مرتفعة من الأرض، وينسلون من النسلان، وهو كمشية الذئب إذا أسرع، والمعنى: وهم من كل شيء من الأرض يسرعون، يعني أنهم يتفرقون في الأرض فلا ترى أكمة إلا وقوم منهم يهبطون منها مسرعين.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الحزامي، نا محمد بن عبد الله بن الحكم، نا نا أحمد بن سليمان، نا الحسن بن مكرم، نا يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم، مؤثر بن عفازة، عن قال: عبد الله بن مسعود، إبراهيم وموسى وعيسى، فتذاكروا الساعة، فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، ثم موسى فلم يكن عنده منها علم، فرجعوا إلى عيسى فقال: عهد الله إلي فيما دون وجبتها، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله، فذكر خروج الدجال، قال: فأهبط فأقتله ويرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فلا يمرون بماء إلا شربوه ولا يمرون بشيء إلا أفسدوه فيجأرون إلي فأدعو الله فيميتهم فتجوى الأرض من ريحهم ويجأرون إلي فأدعو الله فيرسل السماء بالماء فيحمل أجسادهم فيقذفها في البحر، ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم، فعهد الله إلي إذا كان ذلك أن الساعة من الناس كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادتها ليلا أم نهارا، قال عبد الله: فوجدت حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون تصديق ذلك في كتاب الله: لما أسري بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ليلة أسري به؛ لقي واقترب الوعد الحق قال يريد القيامة، فإذا هي فإذا القصة، ابن عباس: شاخصة أبصار الذين كفروا أي: القصة أن أبصارهم تشخص في ذلك اليوم، قال شخصت أبصار الكفار فلا تكاد تطرف من شدة ذلك اليوم. الكلبي:
وهو قوله وقالوا: يا ويلنا قد كنا في الدنيا، في غفلة من هذا اليوم بل كنا ظالمين أنفسنا بتكذيب الرسل.