ثم ذكر المؤمنين فقال: إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون
إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون الإشفاق الخوف، تقول: أنا مشفق من هذا الأمر، أي خائف.
والمعنى أنهم لما هم عليه من خشية الله خائفون من عذابه.
والذين هم بآيات ربهم يؤمنون قال يصدقون بالقرآن أنه من [ ص: 293 ] عند الله. ابن عباس:
والذين هم بربهم لا يشركون لا يعبدون معه غيره.
والذين يؤتون ما آتوا أي: يتصدقون ويعملون الأعمال الصالحة، وقلوبهم وجلة خائفة أن لا يقبل منهم، قال مجاهد: المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل.
وقال المؤمن جمع إحسانا وشفقة، والمنافق جمع إساءة وأمنا. الحسن:
وإيتاء المال في هذه الآية عبارة عن الأعمال الصالحة، إذ هو الأفضل والأشق على النفس.
أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الزاهد، أنا عبد الله بن محمد الصوفي، أنا نا محمد بن أيوب، جرير، عن ليث، عن عن عمرة، قالت: عائشة والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة الآية، فقال: يا ابنة الصديق، الذين يصومون وهم يفرقون أن لا يقبل منهم، ويصلون وهم يفرقون أن لا يقبل منهم، ويتصدقون وهم يفرقون أن لا يقبل منهم سألت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن قوله: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق، أنا نا أبو بكر القطيعي، إدريس بن عبد الكريم المقري، نا نا عاصم بن علي، أبو الأشهب العطاري، عن في قوله: الحسن والذين يؤتون ما آتوا قال: كان ما عملوا من أعمال البر يرون أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله.
قال قلوبهم خائفة لأنهم إلى ربهم راجعون. الزجاج:
قال صاحب النظم: فالوجل واقع على مضمر.
وقوله: أنهم إلى ربهم سبب له، على تأويل وقلوبهم وجلة لا يقبل منهم لعلمهم أنهم إلى ربهم، راجعون أي: لأنهم يوقنون بأنهم يرجعون إلى الله، يخافون أن لا يقبل منهم.
قوله: أولئك يسارعون في الخيرات يبادرون في الأعمال الصالحة، وهم لها أي إليها، سابقون قاله الفراء، والزجاج.
وقال ينافسون فيه أمثالهم من أهل البر والتقوى. ابن عباس:
وقال سبقوا الأمم إلى الخيرات. الكلبي: