الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون  حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون  وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون  وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون  وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون  بل قالوا مثل ما قال الأولون  قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون  لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين  

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أخذناهم بالعذاب يعني الجوع، فما استكانوا لربهم ما تواضعوا ولا انقادوا، وما يتضرعون وما يرغبون إلى الله في الدعاء.

                                                                                                                                                                                                                                      حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال ابن عباس في رواية الوالبي: يعني يوم بدر.

                                                                                                                                                                                                                                      وهو قول مجاهد، واختيار الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال في رواية عطاء: يريد الموت.

                                                                                                                                                                                                                                      إذا هم فيه مبلسون آيسون من كل خير.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 296 ] وهو الذي أنشأ لكم خلق لكم، السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون قال مقاتل: يعني أنهم لا يشكرون رب هذه النعم ويوحدونه.

                                                                                                                                                                                                                                      وهو الذي يحيي ويميت يحيي الولد في الرحم فيولد حيا، ثم يميته، وله اختلاف الليل والنهار قال الفراء: هو الذي جعلهما مختلفين، يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض.

                                                                                                                                                                                                                                      أفلا تعقلون ما ترون من صنعه فتعتبرون.

                                                                                                                                                                                                                                      بل قالوا مثل ما قال الأولون قال الكلبي: كذبت قريش بالبعث مثل ما كذب الأولون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية