ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا
ويوم يحشرهم يجمعهم يعني: كفار مكة والمشركين، ومن كان يعبد غير الله، وما يعبدون من دون الله قال يعني عيسى وعزيرا والملائكة. مجاهد:
وقال عكرمة، والضحاك، يعني الأصنام. والكلبي:
ثم يأذن لها في الكلام ويخاطبها، فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أنتم أمرتموهم بعبادتكم؟ أم هم ضلوا السبيل أم هم أخطأوا الطريق؟ قالوا سبحانك نزهوا الله من أن يكون معه إله، ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ما كان ينبغي لنا أن نعبد غيرك ونتخذ غيرك وليا ومعبودا، أي: فكيف ندعو إلى عبادتنا إذا كنا نحن لا نعبد غيرك، فذكر [ ص: 337 ] من جواب المعبودين ما دل على أنهم لم يأمروهم بعبادتهم.
ثم ذكر سبب تركهم الإيمان بالله بقولهم: ولكن متعتهم وآباءهم قال أطلت لهم العمر، وأفضلت عليهم، ووسعت لهم في الرزق. ابن عباس:
حتى نسوا الذكر تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن، وكانوا قوما بورا فاسدين هالكين، قد غلب عليهم الشقاء والخذلان، يقال: رجل بائر وقوم بور، وهو الفاسد الذي لا خير فيه.
فيقال للكفار حينئذ: فقد كذبوكم بما تقولون أن كذبكم المعبودون بقولهم لكم أنهم آلهة شركاء لله، ومن قرأ بالياء كان المعنى: كذبوهم بقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا الآية، وقوله: فما يستطيعون صرفا أي: ما يستطيع المعبود صرف العذاب عنكم، ومن قرأ بالتاء فالمعنى: ما تستطيعون أيها المتخذون الشركاء صرفا ولا نصرا من العذاب لأنفسكم ولا أن تنصروا أنفسكم بمنعها من العذاب، وعلى قراءة العامة: وإلا أن ينصروكم من عذاب الله وبدفعه عنكم، ومن يظلم منكم يشرك بالله، نذقه في الآخرة، عذابا كبيرا شديدا.