ثم رجع إلى مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم يعزيه، فقال: وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا
وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام كما تأكل أنت، ويمشون في الأسواق قال هذا احتجاج عليهم في قولهم: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ فقيل لهم: كذلك كان من خلا من الرسل، فكيف يكون محمد بدعا منهم. الزجاج:
وقوله: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة بلية أبتلي الشريف بالوضيع والعربي بالمولى، فإذا أراد الشريف أن يسلم ورأى الوضيع قد أسلم قبله، أنف وقال: أسلم بعده فيكون له علي السابقة والفضل، فيقيم على كفره، ويمتنع من الإسلام، فذلك افتتان بعضهم ببعض، وهذا قول واختيار الكلبي، الفراء، والزجاج.
وقال هذا في ابتلاء فقراء المؤمنين بالمستهزئين من قريش، كانوا يقولون: انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا مقاتل: محمدا من موالينا ورذالينا، فقال الله لهؤلاء الفقراء: أتصبرون على الأذى والاستهزاء.
وكان ربك بصيرا أن صبرتم فصبروا، فأنزل الله فيهم إني جزيتهم اليوم بما صبروا ، وكان ربك بصيرا عمن يجزع وعمن يصبر.