قوله: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا
وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة قال الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا أتيتنا بقرآن [ ص: 340 ] جملة واحدة كما أنزلت التوراة والإنجيل والزبور.
والمعنى: هلا نزل عليه القرآن في وقت واحد، قال الله تعالى: كذلك أي: أنزلناه متفرقا، لنثبت به فؤادك لنقوي به قلبك فيزداد بصيرة، وذلك أنه إذا كان يأتيه الوحي متجددا في كل أمر وحادثة كان ذلك أزيد في بصيرته وأقوى لقلبه، ورتلناه ترتيلا قال ابن عباس: بيناه تبيينا.
وقال فصلناه تفصيلا. السدي:
وقال بعضه في إثر بعض. مجاهد:
قال ابن الأعرابي: ما أعلم الترتيل إلا التحقيق والتبيين.
قوله: ولا يأتونك يعني المشركين، بمثل يضربونه لك في إبطال أمرك ومخاصمتك، إلا جئناك بالحق بالذي هو الحق لترد به خصومتهم وتبطل به كيدهم، وأحسن تفسيرا مما أتوا به من المثل، أي بيانا وكشفا، والتفسير: تفصيل من الفسر، وهو كشف ما غطي.
قوله: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم قال هم كفار مقاتل: مكة، وذلك أنهم قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه: هم شر خلق الله.
فقال الله: أولئك شر مكانا منزلا ومصيرا، وأضل سبيلا دينا وطريقا من المؤمنين.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي، نا محمد بن إبراهيم المحاملي، أنا أنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، نا أحمد بن حنبل، نا يونس بن محمد، شيبان، عن عن قتادة، أنس، أن رجلا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: إن الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة، رواه عن البخاري، عبد الله بن محمد، عن يونس بن محمد