فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين
فلما قضى موسى الأجل .
.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الزاهد، أنا محمد بن محمد بن الفضل التاجر، أنا أحمد بن عبد الله بن الحسن الحافظ، نا نا عبد الرحمن بن بشر، موسى بن عبد العزيز القنباري، نا عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: " ابن عباس، سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أوفاهما وأطيبهما".
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الأصفهاني، أنا أبو الحسن النجار، نا سليمان بن أيوب الطبراني، نا محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الرازي، نا نا [ ص: 398 ] الوليد بن شجاع، عويد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه، عن عن عبد الله بن الصامت، قال: أبي ذر، يا أبت استأجره ". قال لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " إذا سئلت: أي الأجلين قضى موسى؟ فقل: خيرهما وأبرهما، وإن سئلت: أي المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما، وهي التي جاءت فقالت:
وقوله: وسار بأهله قال استأذن صهره في العودة إلى مصر لزيارة والدته وأخيه، فأذن له فسار. مقاتل:
وهذه الآية مفسرة في سورتي طه والنمل، آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون جذوة فيها ثلاث قراءات: فتح الجيم، وضمها، وكسرها، وهي كلها لغات.
قال الجذوة القطعة الغليظة من الخشب فيها لهب. أبو عبيدة:
قال ابن عباس: قطعة فيها نار.
وقوله: فلما أتاها أي: أتى موسى النار، نودي من شاطئ الواد وهو جانبه، الأيمن الذي عن يمين موسى، في البقعة المباركة البقعة: القطعة من الأرض، المباركة لموسى عليه السلام؛ لأن الله كلمه هناك وبعثه نبيا، وقال عطاء: يريد المقدسة.
وقوله: من الشجرة أي: من ناحية الشجرة أو عند الشجرة، وهي العناب في قول ابن عباس.
وقال مقاتل هي عوسجة. والكلبي:
وما بعد هذا مفسر فيما مضى إلى قوله: إنك من الآمنين أي: من أن ينالك مكروه.
واضمم إليك جناحك من الرهب قال المفسرون: لما ألقى موسى عصاه فصارت جانا، رهب وفزع، فأمره الله أن يضم إليه جناحيه ليذهب عنه الفزع.
قال كل من فزع فضم إليه جناحيه ذهب عنه الفزع، وقرأ هذه الآية. مجاهد:
وجناح الإنسان عضده، ويقال: اليد كلها جناح، وقرئ من الرهب وهو بمعنى الرهب، كالرشد والرشد.
وقال عن عطاء، يريد اضمم يدك إلى صدرك من الخوف، ولا خوف عليك. ابن عباس:
والمعنى أن الله تعالى أمره أن يضم يده إلى صدره فيذهب ما ناله من الخوف عند معاينة الحية.
وقوله: فذانك برهانان من ربك يعني: اليد والعصا، حجتان من الله لموسى عليه السلام على صدقه، وكان أبو عمرو يخص هذا الحرف بالتشديد، ويحكي أنه لغة قريش.
قال التشديد تثنية ذلك، والتخفيف تثنية ذاك، جعل بدل اللام في ذلك تشديد النون في ذانك. الزجاج:
إلى فرعون وملئه أي: أرسلناك إلى فرعون وملئه بهاتين الآيتين، إنهم كانوا قوما فاسقين عاصين.