الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون  وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون  قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 399 ] قال موسى : رب إني قتلت منهم نفسا يعني: القبطي الذي قتله، فأخاف أن يقتلون به.

                                                                                                                                                                                                                                      وأخي هارون هو أفصح مني لسانا أحسن بيانا، وكان في لسان موسى عقدة؛ ولذلك قال فرعون : ولا يكاد يبين .

                                                                                                                                                                                                                                      فأرسله معي ردءا عونا، يقال: فلان ردء لفلان إذا كان ينصره ويشد ظهره.

                                                                                                                                                                                                                                      يقال: أردأت فلانا إذا أعنته.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يصدقني قرئ -بالرفع والجزم- فمن رفع فهو صفة للنكرة وتقديره ردءا مصدقا، ومن جزم كان على جواب الأمر، أي: إن أرسلته معي صدقني، والتصديق لهارون في قول الجميع، وقال مقاتل : لكي يصدقني فرعون .

                                                                                                                                                                                                                                      إني أخاف أن يكذبون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الله لموسى : سنشد عضدك بأخيك أي: سنعينك ونقويك، وشد العضد كناية عن التقوية، ونجعل لكما سلطانا حجة تدل على النبوة، قال الزجاج : والسلطان أبين الحجج.

                                                                                                                                                                                                                                      فلا يصلون إليكما بقتل وسوء ولا أذى، وقوله: بآياتنا موضعه التقديم؛ لأن المعنى: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا، أي: مما نعطيكما من المعجزات، ثم أخبر أن الغلبة لهما ولمن اتبعهما، فقال: أنتما ومن اتبعكما الغالبون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية