سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين فكفروا به فسوف يعلمون ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون
سبحان الله عما يصفون عما يقولون من الكذب إلا عباد الله المخلصين الموحدين ، فإنهم لا يحضرون النار.
[ ص: 110 ] فإنكم يعني كفار مكة وما تعبدون من الآلهة ما أنتم عليه على ما تعبدون من الأصنام بفاتنين يقول : بمضلين أحدا بآلهتكم إلا من هو صال الجحيم إلا من قدر الله عز وجل أنه يصلى الجحيم ، وسبقت له الشقاوة.
وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون يعني صفوف الملائكة في السماوات في الصلاة وإنا لنحن المسبحون يعني المصلين ، يخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بعبادتهم لربهم عز وجل ، فكيف يعبدهم كفار مكة.
قوله عز وجل : وإن كانوا ليقولون كفار مكة لو أن عندنا ذكرا من الأولين خبر الأمم الخالية كيف أهلكوا ، وما كان من أمرهم.
لكنا عباد الله المخلصين بالتوحيد نزلت في الملإ من قريش ، فقص الله عز وجل عليهم خبر الأولين ، وعلم الآخرين فكفروا به بالقرآن فسوف يعلمون هذا وعيد يعني القتل ببدر .
ولقد سبقت كلمتنا بالنصر لعبادنا المرسلين يعني الأنبياء ، عليهم السلام ، يعني بالكلمة قوله عز وجل : كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ، فهذه الكلمة التي سبقت للمرسلين.
إنهم لهم المنصورون على كفار قريش وإن جندنا لهم الغالبون حزبنا يعني المؤمنين لهم الغالبون الذين نجوا من عذاب الدنيا والآخرة ، فتول عنهم حتى حين يقول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عن كفار مكة إلى العذاب إلى القتل ببدر .
وأبصرهم إذا نزل بهم العذاب ببدر فسوف يبصرون العذاب ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : متى هذا الوعد ؟ تكذيبا به ، فأنزل الله عز وجل أفبعذابنا يستعجلون .