فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون
فنبذناه ألقيناه بالعراء يعني البراري من الأرض التي ليس فيها نبت وهو سقيم يعني مستقام وجيع وأنبتنا عليه شجرة من يقطين يعني من قرع يأكل منها ، ويستظل بها ، وكانت تختلف إليه وعلة فيشرب من لبنها ولا تفارقه.
وأرسلناه قبل أن يلتقمه الحوت إلى مائة ألف من الناس أو يعني بل يزيدون عشرون ألفا على مائة ألف كقوله عز وجل : قاب قوسين أو أدنى يعني بل أدنى أرسله إلى نينوى.
فآمنوا فصدقوا بتوحيد الله عز وجل فمتعناهم في الدنيا إلى حين منتهى آجالهم.
حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : وقال كل شيء ينبسط مثل القرع والكرم والقثاء والكشوتا ، ونحوها فهو يسمى يقطينا. مقاتل :
قال الفراء : قال كل ورقة انشقت واستوت ، فهي يقطين. ابن عباس :
وقال أبو عبيدة : كل شجرة لا تقوم على ساق ، فهي يقطين.
[ ص: 109 ] فاستفتهم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم فاسأل كفار مكة منهم النضر بن الحارث ألربك البنات يعني الملائكة ولهم البنون فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم في الطور والنجم وذلك أن جهينة ، وبني سلمة عبدوا الملائكة ، وزعموا أن حيا من الملائكة يقال لهم : الجن منهم إبليس أن الله عز وجل اتخذهم بنات لنفسه ، فقال لهم فمن أمهاتهم ؟ قالوا : سروات الجن. أبو بكر الصديق :
يقول الله عز وجل : أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون الخلق الملائكة إنهم إناث نظيرها في الزخرف.
ألا إنهم من إفكهم من كذبهم ليقولون . ولد الله وإنهم لكاذبون في قولهم ، يقول الله عز وجل : اصطفى استفهام ، اختار البنات على البنين والبنون أفضل من البنات ما لكم كيف تحكمون يعني كيف تقضون الجور حين يزعمون أن لله عز وجل البنات ولكم البنون.
أفلا تذكرون أنه لا يختار البنات على البنين أم لكم بما تقولون سلطان مبين كتاب من الله عز وجل أن الملائكة بنات الله فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين . ثم قال جل وعز : وجعلوا ووصفوا بينه وبين الجنة نسبا بين الرب تعالى ، والملائكة حين زعموا أنهم بنات الله عز وجل ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون لقد علم ذلك الحي من الملائكة ، ومن قال إنهم بنات الله إنهم لمحضرون النار.