الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب  وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار  أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار  كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب  ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب  

يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق يعني بالعدل ولا تتبع الهوى فتحكم بغير حق فيضلك عن سبيل الله يقول : يستنزلك الهوى عن طاعة الله تعالى إن الذين يضلون عن سبيل الله يعني عن دين الإسلام لهم عذاب شديد بما نسوا يعني بما تركوا الإيمان يوم الحساب . وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا يعني لغير شيء ، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن ذلك ظن الذين كفروا من أهل مكة أني خلقتهما لغير شيء فويل للذين كفروا من النار لما أنزل الله تبارك وتعالى في "ن والقلم" : إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ، قال كفار قريش للمؤمنين : إنا نعطى من الخير في الآخرة ما تعطون.

فأنزل الله عز وجل : أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعني بني هاشم ، وبني المطلب ، أخوي بني عبد مناف ، فيهم علي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، عليهم السلام ، وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، وطفيل بن الحارث بن المطلب ، وزيد بن حارثة الكلبي ، وأيمن ابن أم أيمن ، ومن كان يتبعه من بني هاشم يقول : أنجعل هؤلاء كالمفسدين في الأرض بالمعاصي ، نزلت في بني عبد شمس بن عبد مناف ، في عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وعبيدة بن سعيد بن العاص ، والعاص بن أبي أمية بن عبد شمس ، ثم قال : أم نجعل المتقين يعني بني هاشم ، وبني المطلب في الآخرة كالفجار . كتاب أنزلناه إليك يا محمد مبارك يعني هو بركة لمن عمل بما فيه ليدبروا آياته [ ص: 118 ] يعني ليسمعوا آيات القرآن وليتذكر بما فيه من المواعظ أولو الألباب يعني أهل اللب والعقل.

ووهبنا لداوود سليمان ثم أثنى على سليمان ، فقال سبحانه : نعم العبد وهذا ثناء على عبده سليمان نعم العبد ، إنه أواب يعني مطيع.

التالي السابق


الخدمات العلمية