وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب إن هذا لرزقنا ما له من نفاد هذا وإن للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار
وعندهم قاصرات الطرف النظر عن الرجال لا ينظرن إلى غير أزواجهن لأنهن عاشقات لأزواجهن ، ثم قال : أتراب يعني مستويات على ميلاد واحد بنات ثلاثة وثلاثين سنة.
ثم قال : هذا الذي ذكر في هذه الآية ، ذكر يعني بيان من الخير في الجنة ما توعدون ليوم الحساب يعني ليوم الجزاء إن هذا في الجنة لرزقنا ما له من نفاد يقول : هذا الرزق للمتقين.
ثم ذكر الكفار ، فقال سبحانه : هذا وإن للطاغين لشر مآب يعني بئس المرجع ، ثم أخبر بالمرجع ، فقال : جهنم يصلونها فبئس المهاد ما مهدوا لأنفسهم من العذاب.
هذا فليذوقوه حميم يعني الحار الذي انتهى حره وطبخه وغساق البارد الذي قد انتهى برده ، نظيرها في عم يتساءلون : حميما وغساقا ، [ ص: 123 ] فينطلق من الحار إلى البارد ، فتقطع جلودهم وتتصدع عظامهم وتحرق كما يحرق في النار.
ثم قال : وآخر من شكله أزواج يقول : وآخر من شكله يعني من نحو الحميم والغساق أصناف ، يعني ألوان من العذاب في الحميم يشبه بعضه بعضا في شبه العذاب هذا فوج مقتحم معكم وذلك أن القادة في الكفر المطعمين في غزاة بدر والمستهزئين من رؤساء قريش دخلوا النار قبل الأتباع ، فقالت الخزنة للقادة وهم في النار : هذا فوج يعني زمرة مقتحم معكم النار إضمار يعنون الأتباع ، قالت القادة : لا مرحبا بهم قال الخزنة : إنهم صالو النار معكم.
فردت الأتباع من كفار مكة على القادة : قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه زينتموه لنا هذا الكفر؛ إذ تأمروننا في سورة سبأ أن نكفر بالله ، ونجعل له أندادا فبئس القرار يعني فبئس المستقر.
قالت الأتباع : قالوا ربنا من قدم لنا هذا يعني من زين لنا هذا ، يعني من سبب لنا هذا الكفر فزده عذابا ضعفا في النار وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار يعنون فقراء المؤمنين ، عمارا وخبابا ، وصهيبا ، ، وبلالا وسالما ، ونحوهم.
أتخذناهم سخريا في الدنيا ، نظيرها في قد أفلح : أتخذناهم سخريا
، أم زاغت عنهم الأبصار يقول : أم حارت أبصارهم عنا فهم معنا في النار ولا نراهم.
إن ذلك لحق تخاصم أهل النار يعني خصومة القادة والأتباع في هذه الآية ، ما قال بعضهم لبعض في الخصومة ، نظيرها في الأعراف ، وفي "حم" المؤمن حين قالت : أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا عن الهدى ، ثم ردت أولاهم دخول النار على أخراهم دخول النار ، وهم الأتباع ، وقوله : وإذ يتحاجون في النار إلى آخر الآية.