أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم
أليس الله يعني أما الله بكاف عبده يعني النبي صلى الله عليه وسلم يكفيه عدوه ، ثم قال : ويخوفونك بالذين يعبدون من دونه اللات والعزى ومناة ، وذلك أن كفار مكة ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا نخاف أن يصيبك من آلهتنا اللات والعزى ومناة جنون أو خبل ، قوله : ومن يضلل الله عن الهدى فما له من هاد يهديه للإسلام.
ومن يهد الله لدينه فما له من مضل يقول : لا يستطيع أحد أن يضله [ ص: 134 ] أليس الله بعزيز يعني بمنيع في ملكه ذي انتقام من عدوه يعني كفار مكة.
ولئن سألتهم يا محمد من خلق السماوات والأرض قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : من خلقهما ؟ قالوا : الله خلقهما ليقولن الله قال الله عز وجل لنبيه ، عليه السلام : قل أفرأيتم ما تدعون يعني تعبدون من دون الله من الآلهة إن أرادني الله يعني أصابني الله بضر يعني ببلاء أو شدة هل هن يعني الآلهة كاشفات ضره يقول : هل تقدر الآلهة أن تكشف ما نزل بي من الضر أو أرادني برحمة يعني بخير وعافية هل هن يعني الآلهة ممسكات رحمته يقول : هل تقدر الآلهة أن تحبس عني هذه الرحمة ، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكتوا ولم يجيبوه ، قال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم : قل حسبي الله عليه يتوكل يعني يثق المتوكلون يعني الواثقون.
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم يعني على جديلتكم التي أنتم عليها إني عامل على جديلتي التي أمرت بها فسوف تعلمون هذا وعيد من يأتيه عذاب يخزيه يعني يهينه في الدنيا "و" من ويحل يعني يجب عليه عذاب مقيم يقول : دائم لا يزول عنه في الآخرة.