وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ
يقول : وضل عنهم في الآخرة ، ما كانوا يدعون ، يقول : ما عبدوا في الدنيا من قبل وظنوا ، يعني وعلموا ، ما لهم من محيص ، يعني من فرار من النار.
لا يسأم الإنسان ، يقول : لا يمل الكافر ، من دعاء الخير ، يقول : لا يزال يدعو ربه الخير والعافية ، وإن مسه الشر ، يعني البلاء والشدة ، فيئوس من الخير ، قنوط من الرحمة.
ثم قال : ولئن أذقناه رحمة منا ، يقول : ولئن آتيناه خيرا وعافية ، من بعد ضراء مسته ، يعني بعد بلاء وشدة أصابته ، ليقولن هذا لي ، يقول : أنا أحق بهذا ، يقول : وما أظن ، يقول : ما أحسب الساعة قائمة ، يعني القيامة كائنة ، ثم قال [ ص: 171 ] الكافر : ولئن رجعت إلى ربي في الآخرة إن كانت آخرة ، إن لي عنده للحسنى ، يعني الجنة كما أعطيت في الدنيا ، يقول الله تعالى : فلننبئن الذين كفروا بما عملوا من أعمالهم الخبيثة ، ولنذيقنهم من عذاب غليظ ، يعني شديد ، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون .