وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط
ثم قال : وإذا أنعمنا على الإنسان بالخير والعافية ، أعرض عن الدعاء ، فلا يدعو ربه ، ونأى بجانبه ، يقول : وتباعد بجانبه عن الدعاء في الرخاء ، وإذا مسه الشر ، بلاء أو شدة أصابته ، فذو دعاء عريض ، يعني دعاء كبير يسأل ربه أن يكشف ما به من الشدة في الدعاء ، ويعرض عن الدعاء في الرخاء.
قل يا محمد لكفار مكة : أرأيتم إن كان هذا القرآن من عند الله ثم كفرتم به ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا القرآن إلا شيء ابتدعته من تلقاء نفسك ، أما وجد الله رسولا غيرك ، وأنت أحقرنا ، وأنت أضعفنا ركنا ، وأقلنا جندا ، أو يرسل ملكا ، إن هذا الذي جئت به لأمر عظيم ،يقول الله : من أضل ، يقول : فلا أحد أضل ، ممن هو في شقاق بعيد ، يعني في ضلال طويل.
ثم خوفهم ، فقال : سنريهم آياتنا ، يعني عذابنا ، في الآفاق ، يعني في البلاد ما بين اليمن والشام ، عذاب قوم عاد ، وثمود ، وقوم لوط ، كانوا يمرون عليهم ، ثم قال : "و" نريهم العذاب وفي أنفسهم ، فهو القتل ببدر ، حتى يتبين لهم أنه الحق ، يعني أن هذا القرآن الحق من الله عز وجل ، أولم يكف بربك شاهدا أن هذا القرآن جاء من الله عز وجل ، أنه على كل شيء شهيد ، كقوله في الأنعام : قل الله شهيد بيني وبينكم .
ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ، يعني في شك من البعث وغيره ، ألا إنه بكل شيء محيط . [ ص: 172 ]