ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين
قوله : ونادى فرعون القبطي ، في قومه القبط ، وكان نداؤه أنه قال يا قوم أليس لي ملك مصر أربعين فرسخا في أربعين فرسخا ، وهذه الأنهار تجري من تحتي من أسفل مني ، أفلا ، يعني فهلا ، تبصرون ، ألهم جنان وأنهار مثلها.
ثم قال فرعون : أم أنا خير ، يقول : أنا خير ، من هذا ، يعني موسى ، الذي هو مهين ، يعني ضعيف ذليل ، ولا يكاد يبين حجته ، يعني لسانه؛ لأن الله تعالى كان أذهب عقدة لسانه في طه ، حين قال : واحلل عقدة من لساني [ ص: 193 ] ، قال الله تعالى : قد أوتيت سؤلك يا موسى . ثم قال فرعون : فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب ، يقول : فهلا ألقى عليه ربه الذي أرسله ، أسورة من ذهب ، إن كان صادقا أنه رسول ، أو جاء معه الملائكة مقترنين ، يعني متعاونين يعينونه على أمره الذي بعث إليه.
فاستخف قومه ، يقول : استفز قومه القبط ، فأطاعوه في الذي قال لهم على التكذيب ، حين قال لهم : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ، فأطاعوه في الذي قال لهم ، إنهم كانوا قوما فاسقين ، يعني عاصين.
فلما آسفونا ، يعني أغضبونا ، انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ، لم ينج منهم أحد.