الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين  

قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وذلك أن خمسين رجلا من اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن سلام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود : "ألستم تعلمون أن عبد الله بن سلام سيدكم وأعلمكم ؟ " قالوا : بلى ومنه نقتبس ، وإنا لا نؤمن بك حتى يتبعك عبد الله بن سلام ، وعبد الله بن سلام يسمع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أرأيتم إن اتبعني عبد الله بن سلام وآمن بي أفتؤمنون بي ؟ "فقال بعضهم : نعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فمن أعلمكم بعد عبد الله بن سلام " ، فأتاه ، فقال : "أنت أعلم اليهود" ، فقال عبد الله : أعلم مني ، قال : "فمن أعلم اليهود بعد عبد الله ؟ " فسكت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أنت أعلم اليهود بعد عبد [ ص: 221 ] الله " ، قال : كذلك يزعمون ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فإني أدعوكم إلى الله وإلى عبادته ودينه" ، قالوا : لن نتبعك وندع دين موسى ، فخرج عبد الله بن سلام من الستر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هذا عبد الله قد آمن بي" ، فجادلهم عبد الله بن سلام مليا ، فجعل يخبرهم بعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة ، فقال ابن صوريا : إن عبد الله بن سلام شيخ كبير قد ذهب عقله ما يتكلم إلا بما يجيء على لسانه ، فذلك قوله : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به .

وشهد شاهد من بني إسرائيل يعني عبد الله بن سلام على مثله يعني على مثل ما شهد عليه يامين بن يامين ، كان أسلم قبل عبد الله بن سلام وكان يامين من بني إسرائيل من أهل التوراة فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : فآمن واستكبرتم يقول صدق ابن سلام بالنبي صلى الله عليه وسلم واستكبرتم أنتم عن الهدى عن الإيمان يعني اليهود إن الله لا يهدي القوم الظالمين يعني اليهود إلى الحجة ، مثلها في "براءة".

التالي السابق


الخدمات العلمية