ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر
ونبئهم أن الماء قسمة يوم للناقة ويوم لأهل القرية بينهم كل شرب محتضر يعني اليوم والناقة، يقول: إذا كان يوم الناقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم فنادوا صاحبهم بعدما كانوا منعوا الماء وكان القوم على شراب لهم ففني الماء، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء ليمزجوا به الخمر، فوجدوا الناقة على الماء، فرجع، وأخبر أصحابه، فقالوا لقدار بن سالف: اعقروها، وكانوا ثمانية فأخذ قدار السيف فعقرها، وهو عاقر الناقة.
فذلك قوله: فتعاطى فعقر فتناول الناقة بالسيف فعقرها فكيف كان عذابي ونذر يعني الذي أنذر قومه ألم يجدوه حقا ؟ فلما أيقن بالهلاك تكفنوا بالأنطاع وتطيبوا بالمر، ثم دخلوا حفرهم صبيحة يوم الرابع، ثم أخبر عن عذابهم.
فقال: إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة من جبريل ، عليه السلام، وذلك أنه قام في ناحية القرية فصاح صيحة فخمدوا أجمعين فكانوا كهشيم المحتظر شبههم في الهلاك بالهشيم البالي، يعني الحظيرة من القصب ونحوها تحظر على الغنم، أصابها ماء السماء، وحر الشمس، حتى بليت من طول الزمان، قال قال أبو محمد: أبو العباس أحمد بن يحيى: الهشيم النبت الذي أتى عليه حر الشمس، وطول المدة، فإذا مسسته لم تجده شيئا.
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر يعني بالرسل.
[ ص: 300 ]