الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون  

[ ص: 336 ] وقوله: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يعني يصدقون بالله أنه واحد لا شريك له، ويصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال يوادون من حاد الله ورسوله يعني يناصحون من عادى الله ورسوله، نزلت في حاطب بن أبي بلتعة العلمي حين كتب إلى أهل مكة، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك الذين لم يفعلوا ذلك كتب يقول جعل في قلوبهم الإيمان يعني التصديق نظيرها في آل عمران: فاكتبنا مع الشاهدين يعني فاجعلنا مع الشاهدين، وقال أيضا في الأعراف: فسأكتبها للذين يتقون يعني فسأجعلها وأيدهم بروح منه يقول قولهم برحمة من الله عجلت لهم في الدنيا ويدخلهم في الآخرة جنات يعني بساتين تجري من تحتها الأنهار مطردة خالدين فيها يعني مقيمين في الجنة لا يموتون رضي الله عنهم بأعمالهم الحسنة ورضوا عنه يعني عن الله بالثواب والفوز أولئك الذين ذكر حزب الله يعني شيعة الله ألا إن حزب الله يعني ألا إن شيعة الله هم المفلحون يعني الفائزين.

[ ص: 337 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية