الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا  وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا  وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا  وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا  

يهدي إلى الرشد يقول: يدعو إلى الهدى فآمنا به يعني بالقرآن أنه من الله تعالى ولن نشرك "ب" عبادة بربنا أحدا من خلقه وأنه تعالى جد ربنا ارتفع ذكره وعظمته ما اتخذ صاحبة يعني امرأة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا يعني جاهلنا يعني كفارهم على الله شططا يعني جورا بأن مع الله شريكا، كقوله عز وجل في ص: ولا تشطط واهدنا يقول: لا تجر في الحكم وأنا ظننا يعني حسبنا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا بأن معه شريكا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن من دون الله عز وجل، فأول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن من بني حنيفة، ثم فشا ذلك في سائر العرب، [ ص: 406 ] وذلك أن الرجل كان يسافر في الجاهلية فإذا أدركه المساء في الأرض القفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيبيت آمنا في جوارهم حتى يصبح، يقول: فزادوهم رهقا يقول: إن الإنس زادت الجن رهقا يعني غيا لتعوذهم بهم، فزادوا الجن فخرا في قومهم وأنهم ظنوا كما ظننتم يعني حسب كفار الإنس الذين تعوذوا برجال من الجن في الجاهلية كما حسبتم يا معشر كفار الجن أن لن يبعث الله أحدا يعني رسولا بعد عيسى بن مريم.

التالي السابق


الخدمات العلمية