الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا  وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا  وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا  وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا  وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا  وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا  

وقالت الجن: وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا من الملائكة وشهبا من الكواكب فهي تجرح ونخيل ولا تقتل وأنا كنا نقعد منها يعني من السماء قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم وتحرس السماء مقاعد للسمع فمن يستمع الآن إلى السماء إذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم يجد له شهابا يعني رميا من الكواكب و رصدا من الملائكة، وقالت الجن مؤمنوهم وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فيكذبونه فيهلكهم أم أراد بهم ربهم رشدا يقول: أم أراد أن يؤمنوا فيهتدوا وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك يعني دون المسلمين كافرين، فلذلك قوله: كنا طرائق قددا يقول: أهل ملل شتى، مؤمنين وكافرين ويهود ونصارى وأنا ظننا يقول: علمنا أن لن نعجز الله في الأرض يعني أن لن نسبق الله في الأرض فنفوته ولن نعجزه يعني ولن نسبقه هربا فنفوته.

ثم قال: وأنا لما سمعنا الهدى يعني القرآن آمنا به يقول: صدقنا به أنه من الله تعالى فمن يؤمن بربه فمن يصدق بتوحيد الله عز وجل فلا يخاف في الآخرة بخسا يقول: لن ينقص من حسناته شيئا، ثم قال: ولا يخاف رهقا يقول: لا يخاف أن يظلم حسناته كلها حتى يجازى بعمله السيء كله، مثل [ ص: 407 ] قوله تعالى: فلا يخاف ظلما أن ينقص من حسناته كلها، ولا هضما أن يظلم من حسناته وأنا منا المسلمون يعني المخلصين، هذا قول التسعة ومنا القاسطون يعني العادلين بالله وهم المردة فمن أسلم يقول: فمن أخلص لله عز وجل من كفار الجن فأولئك تحروا رشدا يعني أخلصوا بالرشد.

التالي السابق


الخدمات العلمية