الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا  وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا  لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا  وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا  

وأما القاسطون يعني العادلين بالله فكانوا لجهنم حطبا يعني وقودا فهذا كله قول مؤمني الجن التسعة، ثم رجع في التقديم إلى كفار مكة فقال: وألو استقاموا على الطريقة يعني طريقة الهدى لأسقيناهم ماء غدقا يعني كثيرا من السماء، وهو المطر، بعد ما كان رفع عنهم المطر سبع سنين، فيكثر خيرهم لنفتنهم فيه يقول لكي نبتليهم فيه بالخطب، والخير، كقوله في سورة الأعراف: ولو أن أهل القرى آمنوا يقول: صدقوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء يعني المطر والأرض، يعني به النبات.

ثم قال: ومن يعرض عن ذكر ربه القرآن يسلكه عذابا صعدا يعني شدة العذاب الذي لا راحة له فيه وأن المساجد لله يعني الكنائس والبيع والمساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وذلك أن اليهود والنصارى يشركون في صلاتهم في البيع والكنائس، فأمر الله المؤمنين أن يوحدوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية