إسلام ويب - تفسير مقاتل بن سليمان - تفسير سورة المرسلات

فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل

قوله: فإذا النجوم طمست بعد الضوء والبياض إلى السواد، وأما قوله: وإذا السماء فرجت يقول: انفرجت عن نزول من فيها من الملائكة، ورب العزة لحساب الخلائق وإذا الجبال نسفت يقول: من أصلها حتى استوت بالأرض، كما كانت أول مرة، وأما قوله: وإذا الرسل أقتت يقول: جمعت، ثم رجع إلى الساعة في التقديم، فقال: لأي يوم أجلت يقول: لأي يوم أجلها يعني الساعة يوم القيامة، وجمع الملائكة.

قال تعالى: ليوم الفصل يعني يوم القضاء وما أدراك ما يوم الفصل [ ص: 436 ] ما هو ؟ تعظيما لشدتها فكذبوا بذلك اليوم، يقول الله تعالى فأوعدهم: ويل يومئذ للمكذبين بالبعث، فقال: يا محمد ألم نهلك الأولين الذين كذبوا بيوم القيامة أهلكتهم بالصيحة والخسف والمسخ والفرق والعدو ثم نتبعهم الآخرين بالأولين بالهلاك يعني العذاب يعني كفار مكة لما كذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كذلك نفعل بالمجرمين يقول: هكذا نفعل بالمجرمين يعني الكفار الظلمة، يخوف كفار مكة لئلا يكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم أي فاحذروا، أيا أهل مكة ، أن نفعل بكم كما فعلنا بالقرون الأولى، ثم قال: ويل يومئذ للمكذبين بالبعث، ثم بين لهم بدء خلق أنفسهم لئلا يكذبوا بالبعث، وليعتبروا فقال: يا معشر المكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين يقول: ماء ضعيف وهو النطفة فجعلناه في قرار مكين يعني الماء يمكن في الرحم إلى قدر معلوم يعني تسعة أشهر فقدرنا الصبي في رحم أمه تسعة أشهر، ودون ذلك أو فوق ذلك فقال الله عز وجل: فنعم القادرون .